الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

مقتطف من تقرير بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق ( يونامي ) حول حقوق الانسان من 1 كانون الثاني/ يناير – 30 حزيران/يونيو 2009 ( 3 )

ثالثاً : حماية حقوق الإنسان
القتل العشوائي للمدنيين
12 . أفادت التقارير أن عدد المصابين في صفوف المدنيين قد انخفض خلال الخمس أشهر الأولى من
عام 2009 ، كما أفادت التقارير إلى أن حصيلة القتلى في شهر أيار/مايو هي الأدنى منذ عام
2003 . غير أن عدد الإصابات بين المدنيين في شهر حزيران/يونيو ازداد ليصل إلى ضعف ما كان
عليه في الشهر السابق. وتجدد الأمم المتحدة تأكيدها بأن الهجمات المتعمدة ضد المدنيين هي بمثابة
جرائم ضد البشرية وتنتهك قوانين وأعراف الحرب السارية على النزاعات المسلحة، ولا بد من
تقديم مرتكبيها للعدالة.
13 . وبالاستناد إلى منظمة غير حكومية عراقية مكرسة لجمع الإحصاءات المتعلقة بانتهاكات الحقوق
والحريات الدستورية 6 فقد بلغ عدد القتلى والجرحى في صفوف المدنيين 1841 قتيلاً و 4797
جريحاً في الفترة الممتدة من كانون الثاني/يناير إلى حزيران/يونيو 2009 . ومقارنة بذلك، أفادت
وزارة الصحة أن مجموع القتلى والجرحى في عام 2008 بلغ 6787 قتيلاً و 20178 جريحاً. وقد
وقعت حوادث كبيرة خلفت إصابات في صفوف المدنيين في بغداد وكركوك وفي محافظتي نينوى
وديالى.
14 . وبالتالي تواصل تحمّل المدنيين لوطأة العنف نتيجة للقصف العشوائي والتعرض لإطلاق النيران
والقنابل العشوائية والهجمات الإنتحارية داخل الأسواق والمناطق السكنية المكتظة ، وقد تراوحت
المواقع التي تعرضت لهجمات الإنتحاريين من مطاعم مكتظة ونقاط تفتيش للشرطة إلى دور
العبادة، مما يُشير بوضوح إلى نية الاستهداف المنهجي والعشوائي لأعداد كبيرة من السكان
المدنيين. وقد وقعت جريمتين بشعتين في نيسان/إبريل في بغداد عندما فجّر انتحاريين نفسيهما
بشكل شبه متزامن بالقرب من أضرحة الكاظمية فيما فجر انتحاري نفسه في بعقوبة بمحافظة ديالى
بالقرب من أحد المطاعم ليحصد أرواح 53 زائراً إيرانياً، وعراقيين إثنين، من ضمنهم 16 إمرأة
وطفل واحد. وفي 20 حزيران/يونيو وقع أكبر هجوم في العراق منذ أكثر من عام عندما قام
انتحاري على متن شاحنة بتفجير مواد متفجرة بالقرب من مسجد الرسول في تازة، وهي مدينة
تركمانية شيعية تبعد 20 كم جنوبي كركوك. وأدى هذا الهجوم إلى مقتل 85 شخصاً وإصابة زهاء
170 آخرين بجروح فيما دمر 95 منزلاً وألحق أضراراً بمائة منزل آخر. ولا يزال تسجيل الذين
أصبحوا دون مأوى نتيجة لهذا الهجوم مستمراً لدى سلطات ناحية تازة ، إلا أنه يُعتقد أن حوالي
600 فرد قد يكونوا تضرروا جرّاء هذا الحادث.
الهجمات أو عمليات القتل المستهدفة
15 . واصلت الجماعات المسلحة ارتكاب أعمال وحشية ضد المدنيين خلال الفترة التي يغطيها التقرير.
أما فيما يتعلق بالدوافع وراء هذه الاعتداءات، فغالباً ما يصعب رسم خط فاصل بين العمليات ذات
الدوافع الأيديولوجية التي يقوم بها المسلحون والأعمال الإجرامية التي تنفذها العصابات المنظمة،
حيث أنه غالباً ما يكون هناك تداخل بين الاثنين.
16 . خلال انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في نهاية كانون الثاني/يناير، استهدفت الجماعات
المسلحة المرشحين السياسيين في محافظات بابل وديالى ونينوى وبغداد. فقد قُتل هيثم الحسين،
مرشح قائمة دولة القانون وهي أحد فروع المجموعة السياسية التي يرأسها رئيس الوزراء نوري
المالكي، في 16 كانون الثاني/يناير في بابل على يد مسلحين. كما قُتلت ميادة البياتي، وهي إحدى
المرشحات عن الحزب الإسلامي، في بغداد يوم 28 كانون الثاني/يناير. وقبل يومين من موعد
الانتخابات، لقي أربعة مرشحين من الموصل وبغداد وديالى مصرعهم على أيدي مسلحين. وكان
ثلاثة من الضحايا ينتمون إلى حزب تيار الإصلاح، وهو حزب سياسي يرأسه رئيس الوزراء
السابق إبراهيم الجعفري في محافظة ديالى، وجبهة التوافق وقائمة الوحدة الوطنية في الموصل على
التوالي.
17 . تفاقم خلال الفترة التي يغطيها التقرير التوجه المتمثل في استهداف الشرطة العراقية وأفراد الجيش
على أيدي الجماعات المسلحة، ولا سيما في بغداد. ووفقاً لقسم الأمن في العراق التابع لبعثة الأمم
المتحدة لمساعدة العراق، الذي يعمل بالتنسيق مع قوى الأمن العراقية، فقد ارتفع العدد المقدّر من
القتلى بين رجال الشرطة والجنود من 502 خلال الفترة المشمولة بالتقرير السابق إلى 535 في
نهاية حزيران/يونيو. بالإضافة إلى ذلك، تواصل استهداف القيادات العليا بالعبوات الناسفة
والسيارات المفخخة والإطلاقات النارية من سيارات في بغداد. ففي 6 نيسان/أبريل، قتل مسلحون
العميد أحمد كاظم بريسم بينما كان يقود سيارته مع عائلته. وفي اليوم ذاته نجا العميد سعدون، نائب
مدير محكمة الأمن الداخلي، من محاولة اغتيال بواسطة سيارة ملغومة أسفرت عن مقتل اثنين
وإصابة أربعة بجروح. كما قُتل العميد الركن عبد الحسين محسن الكاظمي من إدارة المرور في
حادث إطلاق نار من سيارة في 11 أيار/مايو.
18 . وتواصل أيضاً استهداف مجالس الصحوة أو ميليشيات الصحوة، التي شكلتها القوة متعددة الجنسيات
في العراق في عام 2006 لمحاربة تنظيم القاعدة في محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى
وبغداد، ولكن بتواتر أقل من عام 2008 . ومع ذلك، فقد تزايدت بالفعل الهجمات ضد رؤساء هذه
المجالس في مقابل الهجمات ضد نقاط التفتيش. كما أن رؤساء مجالس الصحوة في مناطق العُكلة
والداودي والتاجي وبعقوبة في محافظة ديالى قد تعرضوا إما للقتل أو الإصابة.
19 . وتواصل خلال الفترة التي يغطيها التقرير استهداف الزعماء الدينيين ورؤساء العشائر والقضاة
والمحامين والمسؤولين الحكوميين والموظفين المدنيين والمحافظين وأعضاء مجلس النواب. ففي 3
كانون الثاني/يناير، قُتل محيي الدين رسول، العضو في الحزب الشيوعي الكردستاني، في منزله في
كركوك بشمال العراق. وفي 5 كانون الثاني/يناير، أيضاً في كركوك بشمال العراق، قتل مسلحون
صبحي حسن وهو شخصية قيادية في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني. وفي 11 كانون
الثاني/يناير في محافظة نينوى، أصيب فارس السنجاري بجروح، وهو عضو بارز في قائمة
الحدباء الوطنية، إثر انفجار عبوة ناسفة زُرعت في سيارته. كما نجا وزير التعليم العالي والبحث
العلمي من هجوم استهدف موكبه في 20 كانون الثاني/يناير في بغداد. وفي 3 آذار/مارس، قتل
مسلحون بالرصاص وريا فتاح خليل آغا كاكه ئي، وهو زعيم عشائري كردي بارز يشغل منصب
مساعد مدير إدارة الحكومة المحلية، أمام منزله جنوب كركوك. وفي 4 آذار/مارس، قتل مسلحون
المحامي فيصل جاسم فيصل بالقرب من منزله في كركوك. وفي 13 نيسان/أبريل، قُتل ثائر
الدبوني، مختار حي القادسية الثانية في شرق الموصل. وفي 31 أيار/مايو، قُتل علاء عبد الوهاب
الجبوري، وهو صحفي رياضي يعمل لحساب قناة البغدادية في هجوم بالعبوات الناسفة
المغناطيسية. وأفادت التقارير أيضاً أن الموظفين الحكوميين كانوا من بين ضحايا الاختطاف. فقد
اختُطف القاضي حاتم فياض، قاضي محكمة كركوك، يوم 22 نيسان/أبريل بالقرب من منزله على
أيدي مسلحين ولا يزال مكان تواجده غير معروف.
20 . تم اغتيال الدكتور حارث العبيدي، رئيس جبهة التوافق في مجلس النواب العراقي ونائب رئيس
اللجنة المعنية بحقوق الإنسان في المجلس في 12 حزيران/يونيو في مسجد الشواف ببغداد. وأسفر
تبادل لاحق لإطلاق النار بين المسلحين ورجال الأمن عن وفاة خمسة أشخاص بينهم صبي يبلغ من
العمر 15 عاما يُزعم أنه الشخص الذي أطلق النار على الدكتور العبيدي. وقد صدرت الأوامر بفتح
تحقيق في حادث الاغتيال غير أنه لم يتم الإعلان عن النتائج حتى الآن. وقد التزم الدكتور العبيدي
بالدفاع عن حقوق المعتقلين في العراق وكان أحد المعارضين للاستخدام المستمر لعقوبة الإعدام
ودعا إلى إعادة محاكمة القضايا التي صدرت فيها عقوبة الإعدام وفقاً للمعايير الدولية المتبعة في
الإجراءات القانونية الواجبة والمحاكمة العادلة. وفي خطاب ألقاه أمام المجلس في 11
حزيران/يونيو 2009 ، ندد بسوء المعاملة والتعذيب في السجون ودعا الوزارات المعنية إلى تحسين
أوضاع حقوق الإنسان في السجون ومراكز الاحتجاز. وحذر من أنه في حالة عدم تحسن الوضع
فإنه سيطالب باستدعاء الوزراء المسؤولين عن إدارات مراكز الاحتجاز أمام المجلس لاستجوابهم.
القتل خارج إطار القانون والجثث مجهولة الهوية
21 . خلال الفترة المشمولة بالتقرير، تواصل العثور على جثث مجهولة الهوية في أنحاء مختلفة من
العراق. ووفقاً للتقديرات المقدمة من قسم الأمن في العراق التابع لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة
العراق، وصل العدد الإجمالي للجثث مجهولة الهوية التي عُثر عليها في النصف الأول من عام
2009 إلى 210 جثة بالمقارنة مع الفترة المشمولة بالتقرير السابق حيث كان عدد الجثث مجهولة
الهوية 434 جثة. وفي 5 أيار/مايو، تم العثور على جثة رجل يبلغ من العمر 35 عاماً تظهر عليها
علامات التعذيب بالقرب من قرية الجماسة أمام معهد التكنولوجيا في مدينة كركوك. وفي 11
أيار/مايو، عُثر في الموصل على جثة طفل يبلغ من العمر 5 أعوام كان قد أختطف قبل عشرة أيام
في منطقة شيخان الشرقية. وفي 31 أيار/مايو، عُثر على جثة امرأة قرب قرية عمر ماندان في
قضاء شوان إلى الشمال من كركوك. وفي 3 حزيران/يونيو، ذكر مدير شرطة تلعفر في الموصل
أنه تم العثور على جثة فتاة صغيرة تحمل آثار طعنات في قرية العوينات شمال غرب الموصل. ولا
تزال الدوافع الحقيقية وراء عمليات القتل هذه غير معروفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق