الخميس، 30 أبريل 2009

ستة سنوات على غزو العراق .... وزارة الخارجية الامريكية وزارة التعذيب

وزارة الخارجية الامريكية وزارة التعذيب
محمد فاضل
كانت احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 دافعا لكل هذه الغيوم السوداء التي اجترحتها الادارة الامريكية وسيرتها لتصب جام غضبها على المسلمين وبالتالي اعلان الحرب على الــــــــعراق وافغانستان الاولى بحجة تصنيعها لاسلحة الدمار الشامل والثانية لتصفية قواعد طالبان والقاعدة وكان لوزارة الخارجية الامريكية الدور الفاعل في تأجيج هذه الحرب الا ان دورها لم ينـــــــحصر دبلوماسيا فقط فقد توسع ليشمل حمل الهراوة الثقيلة وتعذيب المعتقلين وهذا ما لم تعهده أي وزارة خارجية في العالم । صحيفة (كوميرسنت) الروسية أكدت ان وزيرة الخارجية الامريكية السابقة كونداليزارايس هي التي اعطت الموافقة على تعذيب المعتقلين فقد كشفت هذه المعلومات لجنة مجلس الشوخ التي تتولى التحقيق في قضية استخدام التعذيب ضد المعتقلين حيث تبين ان الانسة رايس اعطت الضوء الاخضر لـــــمدير المخابرات المركزية (جورج تينت) لاستخدام ما أسمتها بالاساليب البديلة اثنـــــــــــاء الاستجواب بما في ذالك الايهام بالغرق وحدث ذالك لاول مرة عام 2002 عندما كانت رايس تشغل منصب مستشارة الرئيس الامريكي لشؤون الامن القومي وبعد هذه الموافقة أصدرت وزارة العدل تعميما داخليا يسمح باستخدام هذه الاساليب في التحقيق وتفيد معلومات اللجنة البرلمانية المذكورة بأن وكالة المخابرات المركزية استخدمت هذه الطريقة من التعذيب في التحقيق مع المــــــــــعتقل الباكستاني (ابو زبيدة) المشتبه بانتمائه للقاعدة واخضعته لهذا الاجراء ثلاثة وثمانين مرة عام 2002 لكنها لم تحصل منه على أية معلومات مفيدة । وتمضي الصحيفة بالقول : وعلى الرغم من ذالك يصر ممثلوا الادارة الامريكية السابقة على أن اساليب التحقيق البديلة اثبتت نجاحها حيث يزعمون انه تم بفضلها انتزاع اعترافات قيمة مــــــــن المعتقلين وتلفت الصحيفة في الختام الى أن رايس كانت قد أكدت خلال جلسة الاستماع مع اعضاء لجنة الـــــدفاع أن لا علاقة لها بأي تعذيب مورس ضد المعتقلين في سجون وكالة المـــــخابرات المركزية سواء اكان ذالك في العراق أو افغانستان أو غوانتنــــامو الا ان كل ذالك لاينزع عنها مشاركتها حتى ولو كانت اشاراتها بقمع الارهاب التي أرسلتها والتي تعني ضمنيا قمع الـــــسجناء والاسرى عندمــــا كانت تتحدث بعصبية وتعالي بسحق الارهاب أبنما يكون وكأن سجناء ابوغريب أوبوكا أومن كان في اقفاص غوانتنامو وافغانستان كلهم ارهابيون। من جانب اخر كشف الميجور الامريكي (ماليو اليكساندر ) الذي حقق مع اكثر من 300 سجين في العراق في كتاب له بعنوان (كيف نحطم الارهاب) ان التعذيب الذي شهدته سجون العـــراق خلال الاحتلال الامريكي تسبب في مقتل أناس اكثر مما تسببت به هحمات 11 سبتمبر 2001 ونقلت صـــــــــــحيفة (الاندبندنت أون صنداي ) البريطانية عن اليكساندر القول :ان السبب الذي دفـــــــــع المقاتلين الاجانب لللانضمام الى القاعدة يتمثل في المعاملة المهيــــــنة التي تعرض لها السجناء في غوانتنامو وابوغريب وليس الايدلوجيا الاسلامية واضاف قائلا:التعذيب له فعالية الا انه يؤدي الى اثار سلبية ايضـــا।ان الاشخاص سيدلون بأقل القليل لغرض ايقاف الالم الذي يتعرضون له وان الاشخاص الذين يتعرضون للتعذيب قد يدلون بمعلومات مضللة.واليكساندر هذا هو الذي حصل على المعلومات التي قادت الى مهاجمة وقتل زعيم القاعدة في العراق ابو مصعب الزرقاوي في عام 2007 . تتزامن الحقائق التي كشفها اليكساندر مع اعلان اتحاد الحريات المدنية الامريكية ان وزارة الدفاع الامريكية تعتزم نشر عدد كبير من الصور تفضح الاساءات والتجاوزات التي قام بها جنــــود امريكيون بحق معتقلين في سجون العراق وافغانستان ومن شأن الصور ان تكون دليلا مرئيا على ان اساءة الجنود الامريكيين للسجناء والمعتقلين لم تكن مجرد عمل منعزل بل أمرا واســــعا الانتشار تعدى حدود جدران سجن ابو غريب وهو ما سيحمل صناع القرار مسؤولية الترخيص والسماح بحدوث مثل هذه التجاوزات. وكشفت صحيفة (التايمز)البريطانية في 25 من الشهر الماضي أن الرئيس الامريكي باراك اوباما سيواجه ضغوطا متزايدة لمحاكمة مسؤولي ادارة الرئيس السابق بوش وذالك بعد موافقته على نشر اكثر من الفي صورة للانتهاكات التي تعرض لها السجناء في سجن ابو غريب والسجون الامريكية في افغانستان ومعسكر غوانتناموا واضافت الصحيفة ان الصور ستقدم ادلة دامغة على أن ما تعرض السجناء من سوء معاملة اكثر مما تم الاعلان عنه سابقا عن الممارسات التي جرت في سجن ابو غريب. يذكر انه بعد نحو عام من الغزو الامريكي للعراق وتحديدا في عام 2004 تفجرت فضيحة معتقل ابوغريب بعد الكشف عن قيام ضباط امريكيين كانوا يتولون الاشراف على ادارة السجن بانتهاكات واسعة ضد عشرات السجناء شملت وضعهم عراة بعضهم فوق بعض وتهديدهم باستخدام الكلاب وتعريضهم للصعق بالكهرباء وغيرها من الاساليب الشوفينية التي كانت تنتقدها امريــــكا قبل ان تزاولها فعلا.ونتيجة للانتقادات الواسعة التي وجهت لواشنطن حينها صدرت احكام بالسجن على 11 جنديا امريكيا وصلت مدة بعضها الى عشر سنوات كما اعلنت ادارة بوش بعد ذالك عن اغـــلاق سجن ابو غريب والذي اعادته الحكومة العراقية بعد أن أدخلت عليه تحسينات مهمة .وطيلة هذه السنوات الست من عمر الاحتلال ومع الاشارات الصادرة من الادارة الامريكية الحالية بانــسحاب القوات الامريكية واخلاء العديد من سجونها أو تسليمها الى الحكومة العراقية نتـــيجة لابرام الاتفاقية الامنية الا اننا نلاحظ ان الاستفزازات الامريكية هي هي لم تتغير واخرها حادث قتل امرأة مع طفلها في محافظة الكوت كتحد سافر لهذه الاتفاقية بعد أن أقر الجانب الامريكي بالتزامه بها وعدم دخول أي محافظة الا بعد التنسيق مع المسؤولين العراقيين الا ان روح الاحتلال باقية مما يستدعي مراحعة شاملة لها وأظن ان الايام القادمة ستكون اصعب لان رحيل أي قطعة عسكرية محتلة ستخلف ورائها دمارا وليس حدائق مزروعة॥ احمد فاضل

شهادة حية على التعذيب في سجن أبو غريب

شهادة حية على التعذيب في سجن أبو غريب
" لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة "الاعلان العالمي لحقوق الانسان"(المادة الخامسة)
د. عبد الحسين شعبان:
التعذيب ظاهرة مشينة وهمجية تعود الى الماضي، حتى وإن استمرت في عالمنا المعاصر، ففي الدولة المدنية المتطورة حيث المواطنة التامة وسيادة القانون واحترام حقوق الانسان يمكن من خلال المساءلة والشفافية ملاحقتها وتطويقها وإنزال العقوبات بمرتكبيها، خصوصاً وأنها ظاهرة مستهجنة ومدانة قانونياً وإنسانياً ودينياً وأخلاقياً. وإذا كانت ظاهرة التعذيب متفشية بل تكاد تكون روتينية في عالمنا العربي والاسلامي وبلدان العالم الثالث عموماً، فإن البلدان الغربية ليست بريئة منها سواءًا إبان تورطها في حروب خارجية واحتلالات عسكرية أو عقوبات جماعية وحصارات دولية، أو حتى في سجونها كما أشار الى ذلك التقريرالمفصّل لمنظمة العفو الدولية الذي صدر عام 1998. وتعاظم الامر بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر ) 2001 الارهابية التي استخدمت ذريعة للتجاوز على الحقوق المدنية في الولايات المتحدة في الحملة التي شنتها على الارهاب الدولي.
رغم الحزن والمرارة التي تنتابني وأنا أدعو الحاج علي القيسي لتقديم شهادته حول التعذيب في العراق، لكنه في الوقت نفسه آمل أن تكون هذه المقابلة مفيدة ونافعة لما يختزنه من المعرفة والتجربة والخبرة بما ينفع مناضلي حقوق الإنسان وجميع المعنيين بقضايا الحريات والإصلاح والديمقراطية ويكون رادعاً أخلاقياً وانسانياً لإدانة ظاهرة التعذيب النكراء، لانها تنتمي الى عالم الوحوش وليس الى عالم البشر. أرحب بكم وبالحاج علي القيسي الذي هو أحد ضحايا التعذيب في سجن أبو غريب الشهير. وأعتقد أن صورته سبقته إلى المحافل الحقوقية الدولية وإلى شاشات التلفاز وإلى الإعلام وإلى الصحافة في كل مكان.
هذه الصورة التي اشتهرت والتي سيتحدث عنها بعد أن نعرضها على الشاشة أيضاً. نرحب أيضاً بالدكتور الطيب البكوش وهذه فرصة لنلتقي به وهو مدير المعهد العربي لحقوق الإنسان ومقره في تونس والذي له دور كبير في نشر ثقافة حقوق الإنسان والتربية عليها وذلك منذ أكثر من خمسة عشر عاماً وحتى هذه اللحظة، وقام بتدريب مئات بل آلاف من المتدربين على ثقافة حقوق الإنسان ونشر الوعي الحقوقي والديمقراطي بشكل عام، وتعدّ إسهاماته الفكرية والثقافية ذات شأن كبير في هذا الميدان. أرحب أيضاً بالسيدة جمانة مرعي ممثلة المعهد العربي لحقوق الإنسان في لبنان والذي افتتح الآن دورة جديدة لدراسات الماجستير على حقوق الطفل واتفاقية حقوق الطفل وهي بادرة طيبة بالتعاون مع عدد من الجامعات والمراكز الأكاديمية، كما أرحب بالآنسة ماجدة صبرا ممثلة مجلة "الشراع" اللبنانية في هذا اللقاء وبعدد من الباحثين العاملين في مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت.
مثلما سبق أن قلت أتمنى أن يكون هذا اللقاء غير تقليدي وأن نبادر إلى حوار جماعي وندعو الأستاذ علي القيسي يتحدث بانسيابية عن تجربته، عما شاهده، وصادفه، وتعرّض له شخصياً أو ما تعرض له زملائه وما سمعه في معتقل أبو غريب. وفي الوقت نفسه أعتقد أن هذه فرصة لإدانة التعذيب كظاهرة مشينة ينبغي أن نتخلص منها في عالمنا العربي والاسلامي بعد أن سبقنا العالم بفارق شاسع وبخطوات حثيثة لتحجيم هذه الظاهرة وتطويقها والقضاء عليها وعلى كل ما له مساس للحطّ بالكرامة الإنسانية. على الرغم من أن العالم المتحضر، كما قلت، سبقنا بخطوات متقدمة على هذه الصعيد إلا أنه في الفترة الأخيرة انكتشفت ظاهرة وجود معتقلات سرية في العديد من بلدان العالم خصوصاً في بعض بلدان أوروبا الشرقية مثل رومانيا وبولندا وغيرها وهناك شكوك بوجودها في بعض البلدان العربية فضلاً عما يتعرض له المعتقلون في سجن غوانتانامو الذي لم تنكشف حقيقة ما يجري فيه حتى هذه اللحظة رغم ورود أخبار متواترة عن سؤ الأوضاع فيه، ولعل ما جرى في سجن ابو غريب والسجون الأخرى بعد الاحتلال الامريكي للعراق، كان قد وضع علامات إتهام كبيرة حول قيم الحرية وحقوق الانسان التي تشبثت بها الولايات المتحدة، والتي تعاملت بالضد منها وبخاصة مع البلدان النامية ومنها البلدان العربية والاسلامية طبقاً لمعايير انتقائية وازدواجية.
وقبل أن أعطي الكلام للاستاذ علي القيسي أود أن أشير الى أن جريمة التعذيب لا تسقط بالتقادم بموجب الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب لعام 1984. وقد اعتبر المشرّع الدولي أن مسألة إلغاء التعذيب تستحق الأولوية، ويمكن ملاحقة مرتكبيه أينما كانوا في أراضي الدول الأطراف الموقعة على الاتفاقية الدولية كما يمكن إجراء تحقيق دولي عند توفّر المعلومات.
التعذيب باختصار هو: عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد جسدياً كان أم عقلياً ( نفسياً ومعنوياً) يلحق عمداً بشخص ما، بقصد الحصول على اعتراف منه على عمل ارتكبه أو يشتبه أنه ارتكبه هو أو شخص ثالث أو تخويفه أو إرغامه...
أترك الآن الكلمة أولاً كمقدمة واستهلال للأستاذ علي القيسي ثم سيتحدث الأستاذ الدكتور الطيب البكوش ونفتح فيما بعد باب المناقشة. تفضل أستاذ علي.

علي القيسي: بسم الله الرحمن الرحيم. (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثيراً مما خلقنا تفضيلا)(1)

هذا هو شعارنا نحن ضحايا سجون الاحتلال الأمريكي. عندما كنت في المعتقل قررت أن أؤسس جمعية تهتم بشؤون المعتقلين وقضاياهم. وقد تم اعتقالي في 13/10/2003، في منطقة العامرية في بغداد وجرى نقلي إلى أحد المواقع العسكرية الأمريكية التي أيضاً فيها معتقل وبقيت فيها يومين ومن ثم تم نقلي إلى سجن أبو غريب. ولا أريد أن أطيل في التفاصيل، ولكن أول سؤال سُئلته أثناء دخولي سجن أبو غريب هو هل أنت سني أم شيعي؟ وسُئلت من قبل ضابط أمريكي ومترجم كان معه. وفي الحقيقة استغربت هذا السؤال وقلت له أنه لأول مرة يسألني شخص هذا السؤال، هل أنت سني أم شيعي؟ قلت له أننا وصلنا إلى مرحلة أنا لم أسمع شخصاً يسأل هذا السؤال لأحد، وصلنا مرحلة أن الإنسان حتى في الزواج لا يُسأل هذا السؤال عن مذهبه، فقال لي جاوبني فقط. وبدأ يطرح سلسلة اتهامات ومن ضمنها أنه أنت تكره السامية. والحقيقة هذه التهمة كانت غريبة عنّا وبخاصة في العراق، وعن شخص مثلي أنا، نحن معرفتنا بالسامية أن سام هو من آباء البشر فمن غير المعقول أن نكره شخص من آباء البشر ونحن في ثقافتنا العربية والإسلامية نعد آباء البشر من الأنبياء. فبدأ يوجه إلي سلسلة تهم ومن ضمنها أنه عندك تداخل جراحة في يدك، ولا بد أن يكون سببه مقاومة الاحتلال أو الهجوم على قوات الاحتلال. وقلت أن الطبيب الذي أجرى لي العملية هو الدكتور عماد سمسم رحمه الله، وزودته برقم هاتفه، وقلت له أن هذا الرجل أجرى لي عملية جراحية قبل بدء العمليات العسكرية ويمكنك الاتصال به.
في النهاية قال لي: إن عملية الحصان الحديدي في هذا الشهر، ومهمتنا أن نجمع أكبر عدد من وجهاء المجتمع والناس المؤثرين فيه والذين لديهم إطلاع على أوضاعه، نريدهم أن يتعاونوا معنا ويفيدونا في عمل تشخيص للعناصر التي تشكّل خطراً علينا كقوة محتلة في العراق. في الحقيقة لم يكن الوضع في العراق آنذاك في الخطورة التي هو عليها الآن، فاستغربت من هذا الطلب بالنسبة الى منطقتنا. فقال أنت لديك مشاكل مع الأمريكان وقد صرحت ضدهم في الصحف. وبالفعل كان في منطقتي ملعب أطفال كنا قد أعددناه كحديقة.
الدكتور شعبان: في أية منطقة؟

علي القيسي: في منطقة أبو غريب.

الدكتور شعبان: يعني أنت تعيش في منطقة أبو غريب أصلاً ودخلت سجن أبو غريب فيما بعد.
علي القيسي: قبل العمليات كان لدينا منطقة مخصصة لرمي الأنقاض، نظفتها وجعلت منها ملعباً للأطفال. بعد العمليات العسكرية التي حصلت في العراق بدأ الأمريكان ينقلون أنقاضهم من المطار ويضعونها في الملعب. وكثير من الناس قالوا: أنهم يتوقعون أن يصبح هذا المكان بوجود الأمريكان ملعباً وليس ساحة لرمي الأنقاض، والأنقاض كانت عبارة عن أطراف بشرية حتى كان من ضمنها مجلات وأشياء خليعة، وأنقاض بشرية من معركة المطار التي استخدمت فيها أسلحة متطورة، وحتى دكتور المستشفى في أبو غريب اتصل فيَّ، لأن هناك أناساً فقراء وحالتهم المادية صعبة.

الدكتور شعبان: توجد أحاديث كثيرة في الصحافة الغربية والأمريكية تحديداً على أنه استخدم الفوسفور الأبيض في معركة المطار أيضاً وليس فقط في الفلوجة مثلما انكشف مؤخراً، وإنما هناك استخدام للفوسفور الأبيض ولأنواع أسلحة متطورة أخرى في معركة المطار، لدرجة أن اللحم البشري كان يتفسخ وهو على الجسم وتتهشم العظام ويحدث نوع من التيبّس والاحتراق، فهل حصل هذا؟ وهل لديك معلومات عنها يمكن أن تفيد الرأي العام؟

علي القيسي: في الحقيقة، الأطراف البشرية، التي رأيناها، موجودة ضمن الأنقاض، أنا رأيت في المتاحف المصرية صوراً للمومياء، والأطراف البشرية كانت مشابهة للمومياء وهي متيبسة تماماً، وكأنما مرّ عليها مئات أو آلاف السنين، وهذا ما استغربناه. والدكتور في المستشفى اتصل بي وقال إذا حصل طفح جلدي فسببها تلوث كيمياوي أو مادة غريبة في منطقتكم، ونحن حاولنا أن نمنع الأمريكان وفهمناهم هذا الكلام (أي عدم رمي الأنقاض)، ولم يستجيبوا وحاولنا بعدها الاتصال بالصحف والمجلات وكان هناك صحافة في بغداد آنذاك، واستطعت الاتصال ببعض الصحافيين الموجودين في مناطق بغداد مثل الكرادة وغيرها وأبلغناهم، ونظمنا حملة إعلامية لهذا الأمر، ومنذ ذلك الوقت أصبح هناك عداء بيننا وبينهم.
الدكتور شعبان: كم استغرقت فترة التحقيق معك؟
علي القيسي: التفتيش طبعاً هو من بداية الدخول، وهو كان مهيناً جداً.

الدكتور شعبان: التفتيش كان داخل المنزل.

علي القيسي: لا تفتيشي كان في الشارع.

الدكتور الطيب البكوش: إذن، اعتقالك كان سببه هو هذا الموقف.

علي القيسي: نعم بالضبط. وهو قال لي إنه يعرف أنه لدي مشاكل وأنني أعترض على رمي النفايات والأنقاض، فقلت له إنني لا أعترض على طريق السيارات الأمريكية، بل على هذه الطريقة في رمي الأنقاض وعلى هذه الحالة. قال أنت أيضاً اتصلت بالصحافة وإنك تتحدى الأمريكان، وكان هناك سلسلة اتهامات.

الدكتور شعبان: في فترة التحقيق، التفتيش أولاً كيف كان؟

علي القيسي: التفتيش كان مهيناً جداً، وأنا آتٍ من موقع من المفترض أنني قد فُتِّشتُ فيه، وكنت معتقلاً في موقع عسكري، لكن هم يتقصدون هذا الأمر.

الدكتور شعبان: أنت كنت في معتقل العامرية، فكيف جرى التفتيش والتحقيق معك في معتقل العامرية وصولاً إلى أبو غريب.

علي القيسي: لم يجر التحقيق معي في معتقل العامرية، التقيت فقط بكابتن قدم نفسه باسم فيليبس، وقال لي أن هناك جهة أخرى طلبتك وتريد التحقيق معك، ويبدو أن أهلك يعلمون باعتقالك في معتقل العامرية، وهناك مئات الأشخاص ينتظرون نتيجة تحقيقك، ولكن نحن لا نعرف عنك شيئاً، وسوف نحوّلك إلى سجن أبو غريب. في البداية أنا لم أكن أعرف أنني في سجن أبو غريب، الى أن قال لي أنهم سينقلونني إلى جهة أخرى، لأنهم عندما نقلوني وضعوا كيساً في رأسي وطرحوني في السيارة ووضع الجنود أحذيتهم فوق رأسي وكانوا أربعة أو خمسة يضحكون ويتهكمون وأحذيتهم. وعندما رفعوا الكيس عن رأسي عرفت من خلال أسئلة الموجودين أننا نحن في مكان اسمه أبو غريب، هذا كان التحقيق البدائي.
بداية التفتيش: الانسان يفترض أن يعتقل في ضوء التحقيق البدائي، لكن نحن أخذوا لنا طبع الأصابع واللعاب والقرنية. يظهر أن نية الاعتقال كانت موجودة قبل بدء التحقيق. واستمر التحقيق معي حوالي ساعة ونصف وكنّا نجلس في مرافق صحية شرقية طافية، وكل شخص يستنطق يجلس في مرافق صحية طافية من القاذورات، ويُجبر على أن يجلس فيها وثمة في الباب محققان، وقفا على شكل سهم وخلفهما المترجم. أسئلة كثيرة، في نهايتها قالا لي: إن الأشخاص الذين سبق أن اعتقلناهم أبدوا استعدادهم للتعاون معنا، وانت دليل تعاونك معنا هو إعطاؤنا أسماء أشخاص تعتقد أنهم من الممكن أن يشكلوا خطراً علينا. فقلت ضمن منطقتي لا أعرف، قال نحن لا شرط لدينا، أعطينا أية أسماء ونحن نعتبرها بادرة وفاتحة تعاون معنا، وهذا حدث مع الكثيرين من الناس الذين أحضرناهم قبلك، وحتى لو كان هؤلاء الناس ممن تكرههم شخصياً أعطنا أسماءهم فقط ونحن سنجري عملية جراحية ليدك، ونعيدها مثلما كانت، وممكن أن نساعدك بأشياء كثيرة. أنا رفضت طبعاً. فقالا أنهما سيحولانني إلى غوانتانامو وإلى مكان الكلاب تأنف من العيش فيه.
بالفعل تم نقلنا وكنا حوالى 20 إلى 30 شخصاً في شاحنة، والأكياس في رأسنا ما عدا شخص واحد لم يكن الكيس في رأسه.
الدكتور شعبان: هذا الشخص عراقي أيضاً، وهل عرفتموه من هو؟

علي القيسي: سألنا من رأسه مكشوف، فليرى لنا أين نحن؟ فقال أنا رأسي مكشوف، فقلنا له: أخبرنا أين نحن، فقال لا أستطيع لأنني أعمى، وكانوا قد اعتقلوه بتهمة مقاومة الاحتلال من منطقة الدورة.
وبدأوا بتوزيعنا من الشاحنة قسماً قسماً، لأننا كنا نشعر بفراغ في الشاحنة من لحظة إلى أخرى إلى أن وصلنا الى مرحلة بقيت أنا ومعي اثنان نزلنا، ورفعوا الأكياس من رأسنا، فرأينا لافتة كبيرة موجودة أمامنا ومكتوب عليها بالعربية والإنكليزية، وأجبرونا على قراءة هذه التعليمات. وكانت تتضمن لا تقترب، لا ترفع وجهك في وجه الأمريكي، لا تقترب من السياج، وكان فيها تعليمات كثيرة، لا أتذكر أين كنا، وماذا رأينا في الأمكنة التي كنا فيها قبل أن نأتي إلى هنا. ونقلونا إلى موقع اسمه الفيجي لاند وهو يمتاز عن معسكرات الاعتقال الأخرى، بأن كل خمس خيم محاطة بسياج، والخمس وعشرون خيمة محاطة بسياج كونكريتي ارتفاعه حوالى 12 متراً. وكنا معزولين تماماً. وبقيت فيه فترة المعاناة كانت فيه طبعاً، نحن كنا في خيمة واحدة مجموعين بمعدل 45 إلى 50 شخصاً، حصة الشخص منا حوالي 30 إلى 35 سم مكاناً للنوم داخل الخيمة. وكان كل واحد منا لا يستطيع أن يقلب إلا على صاحبه، بالإضافة إلى النوم في الوسط. المرافق الصحية كانت ثلاثة ونحن حوالي 300 شخص. والمرافق الصحية فيها (تانك) خاص بداخلها وقد يمتلئ هذا (التانك)، فعملية الذهاب إلى المرافق كانت تتطلب ساعات كثيرة.
كانوا يسمحون لكل خيمة يومياً بستة جليكنات ماء (غالونات)، وبمعدل أربعين واحداً، تصل حصة الشخص منا إلى بطلين أو بطلين إلا ربع أو بطل ونصف (البُطل هو قنينة بين نصف الى لتر) نستخدمها للاغتسال والوضوء والشرب وكل الأمور الأخرى. ويحصون أرقامنا تباعاً، ولا يوجد هناك أسماء، حيث يتحول الإنسان عندما يدخل إلى هناك إلى رقم. وكان هناك مقر للتحقيق بجانب مقر الخيم، في الحقيقة بدأت ألتقي بناس هناك، التقيت بناس آتين من سجون أخرى، مثل سجن المزرعة في الفلوجة التي كانت حتى تلك اللحظة لم يطلق فيها طلقة واحدة ضد الأمريكان، وكانوا يعتبرون هذا أو منطقة سجن عين الأسد في قاعدة البغدادي أو المحطة الحرارية في المسيب أو في اللواء الثامن في الرمادي.

الدكتور شعبان: هذه كلها سجون أمريكية، وعدد السجون الأمريكية ستة وثلاثون سجناً.

علي القيسي: نعم، ستة وثلاثون سجناً. وبدأوا يروون قصصاً، حيث أصبح سجن أبو غريب نزهة بالنسبة لنا، فأحد من الفلوجة كانوا يحقنونه بأبر للهلوسة، يقول: مجرد ما أغمض عيني أرى تهيّآت فأبقى صاحي لمدة ثلاثة أو أربعة أيام. هناك شخص اطلعنا على آثار الكي بالنار في سجن البغدادي ولد اسمه عبد المجيد. سجناء المحطة الحرارية كانوا آتين أيضاً من منطقة المسيب، ومن ضمنهم ضابط شرطة مُكلف من قبل مديره بحماية تظاهرة سلمية، ولكن صورته ظهرت وزودوا الأمريكان بها فجاءوا به إلى المعتقل. وبدأت أسمع قصص غريبة عن سجون أخرى وحتى في الشمال الأخوان الأكراد كانوا معنا. استدعوني مرة واحدة وأيضاً طرحوا عليّ الأسئلة نفسها.

الدكتور شعبان: كم يوماً دام التحقيق؟

علي القيسي: بقيت حوالى عشرة أيام، ومن ثم استدعائي والتحقيق معي محققة "مجندة" حوالي ساعة ونصف الساعة كما أعتقد، وكانت المجندة تلبس ملابس خليعة جداً.

الدكتور الطيب البكوش: هل هي نفسها التي حوكمت في أمريكا؟

علي القيسي: لا، لم نصل بعد إلى ذلك.
الدكتور شعبان: تلك جاءت في مرحلة أخرى.

علي القيسي: الأسئلة نفسها والتهديد نفسه أيضاً سنقوم بإرسالك الى غوانتامو.

الدكتور شعبان: هل كان هناك تعذيب بالضرب.

علي القيسي: في البداية لا، ولكن كانوا يضعونا في ربط بحلقة إلى الأرض، ويحاولون إبقاءنا في وضع غير متوازن، وبعدها هددني وقال لي أنهم يريدون أن ينقلوني إلى المكان الذين قالوا لي عليه. وبعد فترة نادوا بالرقم الخاص بي 151716، وكان ذلك في شهر رمضان وطبعاً عانينا كثيراً في تلك الفترة، فعلى سبيل المثال سيارة الطعام الخاصة بالفطور كانت تأتي قبل الفطور بخمسة ساعات وتبقى واقفة لمدة خمسة ساعات بعد الفطور أمام أنظارنا ولا يوزعون لنا الفطور. والجامع كان قريباً من السجن وعندما يصيح المؤذن بالإمساك يوزعون علينا طعام السحور، وهذه من الوسائل التي كانوا يتبعونها.
الدكتور شعبان: هذا ما يسمى المساس بالمعتقدات، المساس بالعقائد وبالقيم الدينية والثقافية للناس الذين يجري انتهاك حقوقهم وتعذيبهم وبخاصة من جانب قوات الاحتلال.

علي القيسي: كان هناك شخص اسمه العارف الكعبي معتقل معنا من أهالي النجف، وكان هناك مشكلة في محافظة كربلاء، وتدخّل بصفته رجل دين لحل المشكلة، وبالفعل كان قد قطع شوطاً في حل المشكلة التي حصلت، ولكننا فوجئنا أنهم أثناء الليل داهموا المكان الذي كان موجوداً فيه واعتقلوه. كان عددنا في القاطع الذي كنا فيها كنا حوالى 200 إلى 300 معتقل، أغلبنا وهذا أخجل أن أقوله، من طائفة معينة، فكان الرجل الذي طلبنا منه أن يصلي بنا ويؤمنا صلاة جماعة، عنوان الترابط والمحبة التي كانت موجودة هناك. فتفاجأنا أن الأمريكان كانوا قد نصبوا كاميرا أثناء الصلاة ومجرد ما انتهت الصلاة أخذوا وأذاقوه مختلف أنواع العذاب، وقالوا له كيف تصلي فيهم وأنت شيعي وهم سنّة. فأعلنا الإضراب!!
الدكتور شعبان: يعني القسمة الطائفية الاثنية التي جاءت مع الأمريكان وتكرست بخاصة في مجلس الحكم الانتقالي عبر هذه المحاصصات امتدت إلى المفاصل الدنيا وإلى المواقع الدنيا من سجون ومعتقلات ومراكز شرطة وأمور أخرى.

علي القيسي: قمنا باقتلاع أوتاد الخيم، وطالبنا بإعادته، وبالفعل أعادوه إلينا بعد أربع ساعات ولكن آثار الضرب والتعذيب والإذلال بادية عليه، واستقبلناه وأصررنا على أن يؤمنا في الصلاة في كل وقت. وبعدها صاحوا باسمي قبل الفطور بخمس دقائق، قيدوني إلى الخلف وكيس في رأسي وزنجيل(سلسلة) في رجلي، ومشيت مسافة ودفعوني إلى سيارة دفع. ووصلت إلى مكان أنزلوني فيه، وكان هناك ممر طويل وسمعت أصوات أناس تستغيث ونباح كلاب، رفعوا الكيس من رأسي وفتحوا يدي ورجلي، وكنت ألبس دشداشة وقالوا انزع ملابسك، وكان هناك جنود أمريكان، وأتذكر أن شخصاً كانت صوره منشورة في وقتها اسمه ديفيد ونزعت الدشداشة وبقيت في الملابس الداخلية. ولكنهم قالوا لي :يجب أن تنزع كل ملابسك، وأنا رفضت، فنزعوا ملابسي بالقوة، وقيدوني أيضاً من رجلي ويدي، ومشوني مسافة حوالى عشرين متر والكيس في رأسي. ويبدو أنه كان هناك سلّم أي درج، فحاولت الصعود ولكنني لم أستطع، فأخذوا يضربوني بأخمس البنادق، وكانوا يرددون عبارة بالإنكليزية Let's Go، وفوقعت على بداية السلم، وتابعوا ضربي بالأحذية وبالبنادق فاضطررت الى الزحف في هذا الوضع على ركبتي وذقني على الدرج، وصادف أن الدرج فيه منعطف فاستمرت عملية صعود الدرجة ساعة ونصف الساعة أو ساعتين. ووصلت إلى مكان، وكان الكيس في رأسي، وكانوا في ذلك الوقت يرمون عليّ أوساخاً، حيث كنت أشتم رائحة الأوساخ والفضلات، هناك سمّاعة يصيحون فيها آذاني فيها بأذني "إعدام، إعدام"، ويسحبون أقسام بنادقهم ومسدساتهم ويضعونها في رأسي ويصيحون في السماعة تكراراً "إعدام، إعدام"، وكانوا ينطقونها بالعربي أحياناً. وكانوا يحضروا "الكلبشة" وهي لها صوت، وكانوا يضعونها على السماعة بجانب أُذٌنيَّ، وكانوا يكتبون بأقلام ماجيك على جسمي ولم أكن أعرف ما هي العبارات التي يكتبونها، ومن ثم ربطوا يديَّ إلى الأعلى في باب زنزانة، إلى أن جاءني أحد الأشخاص، وهناك الوقت معدوم لا نعرفه، وكان هناك جامع قريب وهو جامع الشيخ ضاري وهو قريب من سجن أبو غريب، ومن خلاله كان ممكن أن نحسب الوقت، حيث اقتادوني قبل الآذان بخمس دقائق، وكنا نحسب الوقت من خلال الآذان، وبقيت على هذه الوضعية تقريباً حتى صلاة الفجر، وجاء شخص ورفع الكيس من رأسي وقدم لي نفسه وكان يتكلم بلهجة لبنانية، وقال لي، وكان يستخدم حرف القاف في كلامه، وقال أقدم لك نفسي أنا محقق مشهور وحققت في قطاع غزة وفي الضفة الغربية وفي صحراء النقب، وحتى كلمة غزة لفظها Gaza، وفي الجنوب اللبناني. وأنا معروف عندما أحقق مع شخص فإما يموت أو يفعل ما أريده، والأسئلة التي سبق أن سألناك إياها لن أعيدها عليك، لأنك أنت أكيد تتذكر تلك الأسئلة، وأنا معروف كمحقق. استغربت من هذا التقديم ومن ثم أعاد الكيس إلى رأسي، وفتح يديَّ وغير الوضع حيث أصبحت مربوطاً بيد إلى أعلى وأخرى إلى أسفل، ودائماً كانوا يكتبون على جسمي بأقلام الماجيك، ويرمونني بالماء البارد، وتعرفون أن الطقس في شهر كانون الأول (ديسمبر) 2003 وبداية شهر كانون الثاني (يناير)2004 كان بارداً جداً، ويومياً يسألونني الأسئلة نفسها، حول استعدادي لإعطائهم أسماء، ويقولون إذا كنت مستعداً للتعاون معهم، وأنني تحدثت الى الصحف، وقالوا لي: أنت تعرف الإنكليزية، لأنك اتصلت بصحيفة أجنبية وتكلمت معها، فكيف عرفت التواصل معها ؟ وكنت قد تواصلت مع الصحيفة الأجنبية أثناء حضوري فاتحة المرحوم محمد الراوي رحمه الله، وكانت هناك صحف أجنبية، والتقيت بصحيفة أجنبية وشرحت لها الوضع المتعلق بمخلفات الأسلحة الخاصة بالمطار.بقيت على هذه الوضعية حوالى ثلاثة أيام دون أكل نهائياً، وكانوا يحرصون دائماً على رميي بالماء والأصوات في أذنيَّ، ولقد وصلت إلى مرحلة من الانهاك والتعب صرنا فيها على استعداد حتى أن أنام وأنا واقف، لكن لم يكونوا يسمحوا حتى بذلك، ولم يكن مسموحاً لنا بقضاء حاجتنا. في اليوم الأخير جاءني (المحقق) وقال أنه سيعّد لي حفلة ((Music، وأنا لا أعرف ما يعني بذلك، وبعدها عرفت أن (Music) هي موسيقى، ومن ثم أدخلوني إلى أحد الزنزانات، ونمت على بطني وربطوني من يدي في الزنزانة، وفي تلك اللحظة تمنيت أن يكون الكيس موجوداً في رأسي، حيث جاءوا بسماعة ارتفاعها متر مربع مثل سماعة المسجّل، وشغلوا أغنية صوتها يُسمع على مسافة كيلومتر، أذكر منها Babillon Babillon، وهي أغنية تغنيها فرقة معروفة!!
الدكتور شعبان: هي أغنية مشهورة ومنعت في بعض البلدان.

علي القيسي: أنا لا أعرف الأغنية ولا حتى سمعت بها، ولكن قلت لك أنني تمنيت في تلك اللحظة أن يعيدوا الكيس إلى رأسي بالرغم من المعاناة التي أعانيها من وضع الكيس لأنه عادة يبقى خمسة أو ستة أيام في رأس السجين، عسى أن يخفف الصوت من رأسي، وبعد ساعتين أو ثلاثة على الرغم من أنني لا أشعر بالوقت لأنني لا أسمع صوت آذان أو غيره، فيبدو أنه توقف، ولم أكن أعرف أنه توقف لأنه حتى عندما توقف كنت أعتقد أنني ما زلت أسمعه، وجاء هذا الشخص وتكلم معي ولكنني لم أسمع، وأخذ صوراً لي وأنا في هذا الوضع، وبعدها دار ماء على رأسي، وكانت فرصة لأبل لساني من الماء الذي رماها علي، وتركني لفترة بعدها حيث بدأت أسمع وبدأ يسألني الأسئلة نفسها وعن رأيي في حفلة التي عرفت أنها حفلة الـ(Music). انتهى هذا اليوم الرابع وبدأنا ثاني يوم صباحاً باليوم الخامس، وأدخلوني صباحاً على زنزانة رقم 49، طبعاً عندما أدخلوني الى الزنزانة، الكاميرا كنا نراها في يد أي شخص، بيد الجندي أو المحقق، وحتى التلفون، في الحقيقة التلفون كان جديداً عندنا في العراق ولم أكن أعرف أنه في التلفون أصبح هناك كاميرا، وكانوا يقتربون بالتلفون منا وكنا نعتقد أنهم يسجلون أصواتنا واستغاثتنا، فبعدها عرفنا أنهم يصورون بـ "الموبايل". ورفعوا الكيس من رأسي وفتحوا يديَّ ورموني في الزنزانة، وبدأت بعد ساعة أستعيد تركيزي، وكانت الزنزانة عبارة عن متر ونصف المتر تقريباً، طولها وعرضها متر وضمنها مرافق صحية، فرأيت الزنزانات التي أمامي، وأبوابها مشبوكة ومفتوحة، وكنت أنا أشعر بحرج لأنني كنت عارياً تماماً، وكان هناك الشيخ أبو جبريل إمام جامع محمد الأمين في المحمودية الذي قال لي أن أطمئن لأنه صار له ثلاثة أشهر عارٍ تماماً وحتى عندما يحاول أن يجمع ورقاً من الورق الخاص بالأكل الذي يأتي به الأمريكي، يمنعوننا. فسألته هل الوقت الآن نهار أو ليل، فقال لي: أن الوقت نهار، وقال لي: حاول أن تفطر، والأكل الذي كانوا يوزعونه لنا بعد خمس أو عشر دقائق يفتشون عليه، ولكن الأخ الذي كان مقابلاً لي كان يخبئ كيساً فيه جبن في مكان المرافق الصحية يعني بداخلها، فأخرجه وأعطاني إياها، وقال لي مرة أن أعيد الكيس الفارغ لأنه لا أعرف كيف أتعامل معه، وهذا عندما يجدوه يعتبرونه جريمة أو تهمة. وفي الحقيقة شربت أنا ماء بكثرة، وصار عندي ألم في معدتي لأنني لم آكل منذ خمسة أيام، وأنا أعاني حتى الآن من ذلك. حتى نوعية الجبن التي كانوا يأتون به كان فيه فلفل حار. فبدأت أسألهم، وبدأوا يقرأون لي الكتابات، وقالوا كل واحد هناك يسمونه باسم، والغريب أنهم كانوا يسمونني كولن باول وكان ذلك مكتوباً على جسمي وعلى وجهي، وعلى يديَّ هنا التي التهبت نتيجة الماء والدوس عليها، كانوا كاتبين عليها اليد المتعفنة، يعني عبارات بالإنكليزية كانوا يقرأونها لي.فقالوا لي أن هذه يسمونها حفلة الاستقبال، وكل شخص يأتي يعملون له حفلة استقبال، وكل واحد من الممكن أن تبقى هذه الحفلة لمدة يوم أو يومين أو ثلاثة أو أكثر، وأنت استمرت معك خمسة أيام، وقالوا لي أنني ما زلت في طور التحقيق وطلبوا أن استعد للأسوأ، واستدعوني مرة أو مرتين للتحقيق والأسئلة كانت مثلاً تدوم لمدة عشر ساعات أو اثنتي عشرة ساعة، وأحياناً السؤال يعاد عشرة مرات. وقالوا لي لا تستغرب إذ من الممكن أن تكون الأسئلة غريبة، حيث كان هناك شخص تاجر والمحقق كان يحقق معه عن عملية التجارة في العراق، البيع والشراء وما يخسر وما يربح، والمزارع، كان لدينا دكتور جيولوجي كانوا يحققون معه عن أماكن ومواقع المياه الجوفية والمعادن وإلخ، وقالوا لا تستغرب من أي شيء يسألونك فيه.
الدكتور شعبان: ما هي مهنتك في الأساس أخ علي؟

علي القيسي: أنا في الأساس مدرس شريعة متقاعد. طبعاً التحقيق في أول جلسة تشعر منه أن القصد من الاعتقال ليس التحقيق أو المعلومات، ولكن القصد هو اعتقال أكبر عدد من الناس ووضعهم في هذا الوضع، هذا الشعور الذي ساد لدينا كسجناء، المهم كان هو الاعتقال والمهم أن يتعرض لذلك أكبر عدد من الناس. بعد خمسة عشر يوم بدأت، طبعاً العمل لم يكن عملاً فردياً، بل كان عملاً منظماً. كان في القاطع مائة زنزانة، وكل طابق فيه خمسون، وعرفت الخريطة فيما بعد عندما دخلت، أنت تدخل 25 على اليمين و25 على اليسار في الطابق الأرضي، وفي الطابق الأعلى الأمر نفسه. وفي المقابل كان قاطع النساء، وكان بيني وبينهم أبو زيد وهو مهندس زراعي كتبوا على جسده (Big Chicken) والغرفة التي حققوا فيها مع النساء هي مقابلنا، وكانت المعاملة نفسها للنساء وكنا نسمع استغاثاتهن. ونحن كنا في زنزانات وعراة فماذا نستطيع أن نفعل سوى أن نردد الله وأكبر، هذا ما كنا نستطيع فعله.
وكان مثلاً يجبر رجل على أن يذهب بالطعام الى النساء وهو عارٍ تماماً، وكنا نسمع استغاثاتهن، وبدأت الزنزانات تزدحم، فهم يريدون أن يضعوا أكثر من شخص في الزنزانة، لأن طريقة عملهم هي أن يأتوا بالشخص الى الخيم، يأخذون ما يأخذونه منه بالتحقيق وما لا يأخذونه فلا بأس بذلك، ومن ثم يحولونه إلى هذه الزنزانات التي كانت مظلمة ولا يعرف فيها الليل من النهار، وكانوا يشغلوا في بعض الأوقات موسيقى عالية وكنا لا نعرف الأوقات ولا نسمع الآذان في الخارج، وكان يأتي أيام علينا طويلة يضيع علينا اليوم وما هو وما هي الساعة. بدأوا يسرعون في عملية التحقيق وبعد 15 يوم أعطوني (One Blanket) بطانية واحدة، وقسم من الأخوان هنأوني لأنه أصبح لدي بطانية. فالبطانية كانت أمراً مهماً.
الدكتور شعبان: هل أنت معتقل سابقاً؟

علي القيسي: نعم في زمن صدام سبق أن اعتقلت؟

الدكتور شعبان: فما هو الفرق بين التعذيب هناك والتعذيب هنا؟

علي القيسي: ذلك التعذيب كان أعمى، ولكن هذا التعذيب فني. سأضرب لك مثلاً الشيخ حامد أبو دعاء، هذا الرجل مارسوا معه كل صنوف التعذيب ولكن بالكلام فقط ولعله كان أقرب الى السيف ففي اليوم الثاني لاعتقاله ومن خلال الاستمارة التي ملأها له ابنه الصغير اسمه براء، استدعاه محقق في الساعة الثانية ليلاً وقال له نحن آسفون داهمنا بالأمس منزلك وكنا نبحث عن وثائق، وأثناء استدارة الدبابة سحقت ابنك بالأرض. وأرجعوه الى الزنزانة، وطبعاً هذا اليوم الثاني بدأ يأخذ حبوب تحت اللسان والى يومنا هذا يعاني من مرض القب الذي أصابه!!
الدكتور شعبان: هناك فرق بين ما يجري في السجون الأمريكية وما يجري في السجون الرسمية العراقية حالياً، فنحن سمعنا قبل يومين الدكتور أياد علاوي رئيس الوزراء العراقي الأسبق يعترف صراحةً وعلناً بأن الوضع لا يختلف إن لم يزيد عما كان يجري في ظل النظام السابق من انتهاك لحقوق الإنسان ومن تعذيب. وقبلها كان الدكتور ليث كبه الناطق الأسبق باسم الحكومة اعترف بوجود تعذيب في مراكز الاعتقال العراقية. هل تستطيع أن تصف الحالة بين ما كان يجري في السجون العراقية أو التابعة للحكومة العراقية وبين ما يجري في السجون الأمريكية!؟
الدكتور الطيب البكوش: هذا الكلام الذي قاله علاوي، هل عشته أنت بين تجربتك السابقة من الاعتقال زمن صدام وما عشته بعد، هل ينطبق عليه هذا الكلام أم هو كلام فقط للاستهلاك السياسي؟

علي القيسي: في الحقيقة ينطبق عليه هذا الكلام إلى حد بعيد، لأنني أنا اعتقلت في وقتها في القصر الجمهوري في جهاز الأمن الخاص وهو أشد أماكن الاعتقال في زمن ذلك النظام. هناك نقطة يجب أن نوضحها للناس، وجود انتهاكات وتعذيب في ظل النظام السابق ولكن سجون النظام السابق لا تبرر وجود التعذيب الآن، وللأسف عندما نتحدث إلى الكثير من الناس يقولون أنه في ظل النظام السابق أيضاً كانت هناك مثل هذه الانتهاكات.( هناك من يريد أن يغلق أذنه وعينه عما يجر الآن!!).
الدكتور شعبان: سؤالي هو الفرق بين ما يجري في السجون الحكومية الآن التابعة للحكومة العراقية حالياً وبين ما يجري في السجون الأمريكية، وما انكشف في معتقل الجادرية من سجن سري تابع لوزارة الداخلية واضطرار وزارة الداخلية للاعتراف بذلك والصور التي شاهدناها على التلفاز من تعذيب ومن إساءة للكرامة الإنسانية كلها تعكس على أن هناك سجون بدأت تفوح رائحتها حتى أن الأمريكان تدخلوا للكشف عن هذا السجن السري.

علي القيسي: لقد أسسنا حالياً جمعية ينتمي اليها سجناء كانوا لدى الامريكان أو لدى الحكومة العراقية. ورغم قسوة السجون في السابق الاّ أن هناك بعض الضوابط الموجودة، لذلك فإن الفصل الجماعي أوجد نوعاً من الفراغ تم تعويضه بضباط ومراتب محسوبة على الاتجاهات الطائفية ورغم انه تم اعادة بعض ضباط الشرطة ممن لم يثبت تورطهم في أي جرائم في زمن النظام السابق، وهؤلاء الضباط أولاً تعرف جنابك أن الضابط العراقي من ضمن الدورة الخاصة به، هناك ثلاث سنوات دراسة، يدرس تشريع طب عدلي والقانون وحتى لديه كورس في الشريعة وحقوق الإنسان، وبمجرد أن تسلمت هذه الحكومة زمام الحكم أعلنت قوائم بأسمائهم واعتبرت هؤلاء الضباط من أزلام النظام السابق وطردتهم، ولذلك تجد ضابطاً الآن في الشرطة العراقية برتبة رائد لا يجيد القراءة والكتابة.
بالنسبة لمسألة السجون، لدينا الآن أسماء وخرائط وسجناء، هناك سجون ترتكب فيها فظائع.
الدكتور شعبان: المسألة دخلت على ميدان صراع سياسي وتصفية حسابات سياسية، يعني الحكومة الحالية اتهمت حكومة علاوي بالفساد والرشوة وتبديد المليارات، والحكومة السابقة تتهم الحكومة الحالية بممارسة التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان، قد يكون الاثنان صحيحان، وقد يكون هناك محاولة تصفية حسابات سياسية، لذلك أنا أريد أن أعرف الحالة التفصيلية، ما يجري في السجون الرسمية العراقية ما بعد الاحتلال إلى الآن وما يجري في السجون الأمريكية، فأيهما أكثر قسوة؟
الدكتور الطيب البكوش: لو سمحت، أنت قلت قبل بدأ التسجيل أن هناك من يدفع عشرة آلاف دولار أمريكي لكي لا ينتقل من السجون الأمريكية إلى السجون العراقية، فهل هذا الأمر يصح الآن بعد أن انكشفت فضائح السجون الأمريكية وأصبحت الإدارة الأمريكية والجيش الأمريكي يقلل من هذه الفظاعات، لأن ما ذكرته أنت في السجون الأمريكية هو فظيع للغاية، فلا يمكن أن نتصور أفظع منه. فهل المقارنة الآن لأن الأمريكان أصبحوا هم أقل فظاعة؟
علي القيسي: في الحقيقة الفظاعة هي نفسها مستمرة، ولكن ما يحدث في السجون حالياً وأنا أختلف مع أستاذي الدكتور شعبان حول " السجون الرسمية"، فلا يوجد الآن سجون رسمية، ونحن التقينا مع اشخاص كانوا معتقلين تحت فندق بابل، ويسمعون أصوات الأعراس.
الدكتور شعبان: أوضح لنا هذا الأمر.

علي القيسي: هناك سراديب في فندق بابل هي سجون ومعتقل، وهناك دور تابعة لمسؤولين حكوميين في النظام السابق تستخدم كسجون، هناك مزارع تستخدم كسجون.
الدكتور شعبان: أنا أقصد من جهات غير رسمية، أو بصفة شبه رسمية، أو ترتدي ملابس رسمية، ميليشيات أو جماعات مسلحة.

علي القيسي: الخلل الذي حدث عندنا الآن، هو عملية دخول الميليشيات إلى الأجهزة التنفيذية وهو الذي أربك الوضع، وإلاّ مثلاً تمت مداهمة جامع الإمام أبو حنيفة وقتل أربعة مصلين وإصابة أكثر من 17 شخصاً، وفي اليوم التالي صرحت وزارة الداخلية أنه لا يوجد علم لديها بذلك، فإذن هؤلاء كانوا 300 شرطي وعسكري مدعومين بدبابات وطائرات أمريكية فمن أين أتوا؟ هذا الذي يحدث، دمج الأحزاب، ودمج ميليشيات الأحزاب داخل الأجهزة التنفيذية في العراق هو الذي أربك العمل. والآن نلتقي بأناس يلاقون في السجون العراقية ما لا يلاقيه شخص لا في سجون الأمريكان ولا في السجون النازية ولا السجون الروسية إطلاقاً، بل أنه بلغ ثمن المكالمة من داخل السجن العراقي إلى أهل السجين 1200 دولار أمريكي.
الدكتور شعبان: قلت كما قال الدكتور البكوش أن هناك من دفع 10 آلاف دولار كي لا ينتقل إلى السجن العراقي من السجن الأمريكي. هل هذا صحيح وهل تؤكده باعتبارك سجيناً؟

علي القيسي: نعم. هذا لا يعني أن السجون الأمريكية هي رحيمة أو بعيدة عن الذي يحدث للسجناء من أذى.
الدكتور الطيب البكوش: هل هناك من يتوهم أن السجون الأمريكية هي أقل فظاعة، هل عنده علم أم يتوهم ذلك؟

علي القيسي: السجن الأمريكي يستخدم في عملية التعذيب النفسي وعملية الضرب وعملية التجويع وعملية الحرمان من النوم وعملية إطلاق الكلاب، لكن لا يستخدم المثقب الكهربائي، أو قطع الأطراف أو سلخ الجلود، أو الحقن. لدي صور على سي دي لشخص عمره 75 سنة من الأخوة الفلسطينيين في العراق يدعى أبو رياض وتم اعتقاله وتم سكب حامض الكبريتيك في أنفه وهذا الأمر موثق بصورة.

الدكتور شعبان: جرى الحديث عن الاعتداءات الجنسية في السجون الأمريكية، فهل ممكن أن تعطينا بعض التفاصيل وخصوصاً الصور الجماعية التي شاهدناها في سجن أبو غريب!؟
علي القيسي: في الحقيقة هذا هو ممر يستخدم للتحقيق، وهؤلاء الناس الذين ظهرت صورهم هم حراس السجن، أما المجرمون الحقيقيون فهم الذين يمثلون منتسبي الشركات من المحققين الذين ينتسبون إلى شركة(Titanic Robe) وشركة تايسي، هؤلاء هم المحققون والذين يتم تنفيذ أوامرهم، وهذه الشركات متعاقدة مع مرتزقة من كل العالم، تجد الأوسترالي والجنوب أفريقي والأمريكي.

الدكتور شعبان: هل كان هناك محاولات من جانب الضحايا لتقديم لائحة إتهام وتقديم دعاوى ضد هاتين الشركتين، وهل هناك وثائق تؤكد أن هاتين الشركتين كانتا وراء عملية التعذيب المنظم التي حصلت في السجون الأمريكية!؟

علي القيسي: في ما يخص الصورة، حتى هذه البطانية أعطيتها لأحد المحامين الأمريكان الذين أفهمونا أن الدعوة ضد الشركات هي أسهل من الدعوى ضد وزارة الدفاع الأمريكية وضد الحكومة الأمريكية، وهم يستخدمون في هذا الأمر قانوناً صدر في الثلاثينات ضد شركات الـ كابوني التي اعتبرت أرباحها غير شرعية، ولكن الغريب أن هذه الشركات بعد فضيحة سجن أبو غريب بشهر جرى تجديد العقد لها، وهذا دليل على أنه مَرْضيٌّ عن عملهم وفعلهم.

الدكتور شعبان: أنا أعتقد، وهذا للمشاهدين والقراء على حد سواء، الذين شاهدوا او لم يشاهدوا هذا الشريط، الذي فيه مأساة حقيقية وليست مأساة فردية وشخصية وإنما مأساة عامة ومأساة احتلال وما تبع هذا الاحتلال من معاناة، أنه لا بدّ لمنظمات وجماعات حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية ملاحقة ومساءلة المسؤولين عن هذه الأعمال والارتكابات الخطيرة خصوصاً الشركات، وبالتالي مساءلة الجهات المسؤولة مباشرة سواء كانت جهات دولية أو جهات داخلية ومحلية.

علي القيسي: بالنسبة الى تلك الشركات فهي تأخذ المقاولة في السجون وفق زيادة عدد السجناء وإطالة محبوسيتهم، يعني أن السجين مخصص له يومياً، من خلال كتاب رسمي زودنا فيه المحامون الأمريكان، 25 دولاراً أمريكياً في اليوم بينما السجين العراقي لدى الأمريكان يصرف عليه يومياً أقل من ربع دولار، وكلما زاد عدد السجناء كلما زادت أرباحهم.
الدكتور شعبان: هذه مسألة مهمة، وفيها معلومة قيمة.

الدكتور الطيب البكوش: المطلوب عملية توثيق شاملة، أعتقد أن هذا عمل جماعي يجب أن تقوم به منظمات حقوق الإنسان، ومنظمات المحامين في العراق وفي الوطن العربي والمنظمات الدولية، وأعتقد أن الآن يجب أن يكون هناك عمل لا بد من القيام به لتوثيق كل ذلك وإعداد ملف لمحاكمات دولية لهذه الجرائم ضد الإنسانية. هذا العمل أساسي، لأن ما نسمعه هو فظاعات، وهذه الفظائع إذا لم نقم بهذا العمل بصفة جدية في أقرب وقت فإن الأنظمة الدكتاتورية وغيرها ستواصل استخدام وسائل انتهاكات حقوق الإنسان وانتهاك الاتفاقيات الدولية ضد التعذيب، باعتبار أن الديمقراطيات الكبرى مثل أمريكا تمارس هذه الأشياء فتصبح أشياء عادية، رغم أن هذه الدول جميعها وقّعت وصادقت على اتفاقية مناهضة التعذيب، فإذا لم يقع تشكيل وتقديم قضايا عدلية على مستوى دولي فالأمور ستبقى سيئة جداً.
الدكتور شعبان: أعطني شيئاً عن الصور تحديداً التي انتشرت.

علي القيسي: أحياناً كان عندما يأتي صديقة لهؤلاء الحرس أو المحققين، ويريد أن يأخذ صورة للذكرى، فكان يطلّع أحد السجناء، ويضعه في وضع غير طبيعي ويأخذ صورة معه للذكرى. وبعد 15 يوم سلموني بطانية وبدأوا يسرعون في عملية التحقيق، حتى أن الزنزانة بدأ يصير فيها أكثر من شخص. وكان أول شخص أخذوه أمامي شاباً اسمه شاهين من الموصل وسمعت استغاثة غير طبيعية منه، ونحن كنا قد سمعنا عن الكهرباء في السجن، وبعدما أرجعوه، جاء دوري. وأدخلوني إلى الغرفة، وكان هناك مجموعة واقفة ورفعوا الكيس من رأسي وتحدث إليّ يهودي مغربي كنا نسمّيه أبو حامد، ولكن هو يلبس ملابس الجيش الأمريكي العسكرية، وقال أننا سنصعقك بالكهرباء وهذه آخر فرصة لك فإما أن تتكلم وإما تموت بالكهرباء، وجعل وجهي على الحائط وجعلني أرى شريط كهرباء أحمر وآخر أسود، وقال بسرعة لا يوجد لدينا وقت هذه آخر فرصة لك وسنصعقك بالكهرباء ولأكثر من مرة.

الدكتور شعبان: أين هي الأماكن التي تم استخدم الكهرباء فيها.

علي القيسي: كنت لا زلت أقف على الحائط، وقال هذا هو الكرتون، هذا الكرتون يسمونه الأمريكي فود، وكانوا يستخدمونه حتى في العقوبات، وكانوا يعاقبوننا بحمله لمدة يوم كامل لأن وزنه أكثر من 25 كيلو، وقال لي ستصعد عليه وسنصعقك بالكهرباء فإذا اعترفت اعترفت أما إذا لم تعترف فعندما تقع عن الكرتون نعيد الكرة، وكان يتكلم العربية باللهجة المغربية. وأنا رفضت، وتركوا الكيس في رأسي وهم تجمعوا وكان هناك ضحك وغيره، وشعرت أنهم يمثلون أكثر من أي شيء آخر، فشعرت كإنما عيوني انقلعت من مكانها، ومثل الجرح حدث في عيوني نتيجة الكهرباء.
الدكتور شعبان: أين كان مكان الكهرباء.
علي القيسي: في اليد، وكنت أفتح يدي.

الدكتور الطيب البكوش: هل ترك التعذيب آثار، بغض النظر عن الآثار النفسية التي هي شيء آخر، أقصد آثار جسدية.

علي القيسي: أنا كان عندي تداخل جراحي وكان ممكن أن تشفى يدي لكن عادة، الشخص الذي لديه جرح أو عوق يستخدمونه في التحقيق وكانوا دائماً يدوسون عليها بالبسطال، وأتذكر مرة نزع " البانديج" منها فانتزعت طبقة من اللحم منها، وأتذكر واحدة، جاءوا بي ثلاث مرات إلى هذه الغرفة وخمس مرات صُعقت في الكهرباء، ومرة من المرات عضيت لساني وبدأ يطلع دم من حلقي من داخل الكيس. وجاءوا بدكتور مزق الكيس من رأسي وبالحذاء فتح حلقي وأدار فيه ماء ورأى الجرح في لساني، وقال (Continue).
في الحقيقة كنا أنا والأخوة المعتقلون مرات نختلق حالات ونتظاهر بأننا نعاني ألماً ما مثلاً، وكانوا يأتون بالأطباء ليفحصونا ويقولون استمروا، وللأمانة كان بعض الأطباء يشاركون في عمليات التعذيب والتحقيق.

الدكتور شعبان: وهذا فيه تجاوز أيضاً لشرف المهنة وعلى التوقيع على أن لا يستخدم العلوم الطبية ضد الإنسان لأي سبب كان.

علي القيسي: وهناك دكتور يأتي وهذا وفلان رقمه كذا ما زال قيد التحقيق فكان يمنع من العلاج. وأنا كنت أعتمد على شاب اسمه أبو حذيفة كان يخرج لنقل الزبالة وكان يجمع لي من حاوية الأزبال الحبوب ويعطينا إياها، وأمامي كان الدكتور إبراهيم علي أكبر أستاذ الفيزياء النووي في جامعة التكنولوجيا، وكان يقول لي أي حبوب تأتي إليك ابتلعها، وكان يسمعهم يتحادثون بينهم بالإنكليزية ويسألون لماذا صار في يديه غرغرينه، وكان يطلب مني أن أبلع أية حبوب تصل إليّ. وهذا الرجل كان مثل المرشد الطبي لنا وهو دكتور في الفيزياء النووي.
ومن المشاهدات التي رأيتها، وهذه كلمة أتمنى أن تفهموها ولا تأخذوها بغير معنى، إن المحرض الأساسي على الإرهاب والعنف في العراق هي المعتقلات. إن عمليات الدهم والاعتقال والانتهاك التي تحدث في العراق هي التي ينتج منها الإرهاب، وأضرب لك مثلاً وهو ناتج من معرفة، هناك شيخ وإمام وخطيب جامع يعدّ على الإسلام المعتدل، إنْ تحب أذكر لك اسمه بيننا فلا مشكلة، وعمره 75 سنة وضمن منطقته وهي التي كانت الفلوجة ولم تطلق فيها طلقة واحدة وكان الأمريكان يتجولون فيها براحتهم.

الدكتور شعبان: أول مرة أطلق صاروخ في الفلوجة، فأصاب 48 واحداً من القتلى وعشرات من الجرحى، والخلاف كان على تعيين قائمقام ومن ثم بدأ الفعل ورد الفعل، وتعاظمت المقاومة وتحدي الاحتلال.

الدكتور شعبان: نواصل حديثنا رغم المرارة ورغم الاكتئاب الذي أصابنا، لكن في نفس الوقت الإصرار على أن التعذيب ظاهرة مشينة لا بد من إدانتها ولا بد من بذل جميع الجهود لوقفها ولمنعها وبالتالي للتخلص منها كلياً. الكلمة الآن للدكتور البكوش مدير المعهد العربي لحقوق الإنسان في تونس بخصوص ظاهرة التعذيب.
الدكتور الطيب البكوش: كيف تفسّر في ظل عمليات المقاومة الموجودة أنها تستهدف المدنيين في الأسواق أكثر مما تستهدف الجيش الأمريكي
الدكتور الطيب البكوش: ظاهرة التعذيب هي ظاهرة منتشرة، هذا يجب الاعتراف به، منتشرة في جميع أنحاء العالم بدرجات مختلفة في البلدان الديكتاتورية بصفة عامة التي فيها أنظمة ديكتاتورية متخلفة، التعذيب منتشر أكثر، لكن هو فيما يسمى بالديمقراطيات أقل من دون ريب، لكن ما بيّنته التجربة الموجودة الآن في العراق هو أن بعض ما يسمى بالديمقراطيات تشجع على التعذيب لأنه موجه ضد أناس تعتبرهم أقل درجة من الناحية الإنسانية من مواطنيها، هم مواطنون تعاملهم كمواطنين من درجة أخرى سفلى، وهذا ما يمثل تناقضاً غريباً. يعني قد لا نجد نفس درجات التعذيب في السجون الأمريكية بالنسبة إلى مواطنين أمريكيين ولكن الآن لكي تُفلت الإدارة الأمريكية من المتابعة ومن الانكشاف أمام وسائل إعلامها فهي الآن تقيم في أنحاء كثيرة من العالم سجوناً سرية وبعض هذه السجون موجود في البلاد العربية، وبعضها حتى في بلدان من أوروبا الشرقية، والآن يوجد تحقيق في أمريكا وتوجد محاسبة للإدارة الأمريكية على هذا. عشرات من السجون وطائرات خاصة تنقل سجناء من أفغانستان ومن العراق إلى هذه السجون السرية التي تُشرف عليها السي آي إي، والآن هذه فضيحة جديدة من الفضائح تضاف إلى غوانتانامو وتضاف إلى أبو غريب، يوجد دائماً تحايل، خرجت فضيحة أبو غريب ثم غوانتانامو والآن هناك تحايل أن السي آي إي تقيم لها سجون ومعتقلات سرية خارج الأراضي الأمريكية في بلدان أخرى عليها تعتيم إعلامي كبير حتى لا يمكن محاسبتها قضائياً في بلادها. هذا التناقض الغريب وهذه الفضيحة الكبرى التي يجب فضحها وكشفها في مجال حقوق الإنسان. إذن هو الإفلات من القوانين ومن المراقبة الموجودة في البلد بإحداث سجون ومعتقلات لا تدخل تحت طائلة القانون الأمريكي وتبقى إذن خارج تتبع القانون، ولكن يجب أن تدخل الآن تحت طائلة القانون الدولي هذا هو المهم، وهذه جرائم ضد الإنسانية وهي لا تسقط بالتقادم. وهذه مسؤوليتنا نحن كحركة حقوق الإنسان العربية بالتعاون مع حركة حقوق الإنسان الدولية لا بد من القيام إذن بالتوثيق الشامل لهذا.

الدكتور شعبان: هذه دعوة لكل جماعات حقوق الإنسان ولحركة حقوق الإنسان العربية للاهتمام بقضية التعذيب، وبخاصة دعوة الدول العربية للمصادقة على اتفاقية مناهضة التعذيب التي جرى التوقيع عليها عام 1984، ووضع هذه الاتفاقية موضع التطبيق. وكاقتراح أيضاً يمكن المعهد العربي مع المنظمة العربية لحقوق الإنسان واتحاد المحامين العرب واتحاد الحقوقيين العرب أن ينظموا ورشة عمل متخصصة حول موضوع التعذيب وسبل مجابهة التعذيب والآليات الدولية لملاحقة منتهكي حقوق الإنسان والجهات التي تصدر أوامر التعذيب سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي أو المحلي. هناك حالات أيضاً يمكن متابعتها كحالات للدراسة خصوصاً سجن أبو غريب وغوانتاناموا وموضوع السجون السرية وما يجري، وهذه ثلاث ظواهر دولية إقليمية يمكن متابعتها ويمكن تنظيم ورشة عمل متخصصة على هذا الصعيد.
ويحضرني قول أثير لبشير الحاج علي أحد المناضلين الجزائريين الذي كان يتعرض للتعذيب، وكان يغطس في مغطس ثم يرفع رأسه ويغطس مرة ثانية ومن ثم يرفع رأسه مرة أخرى، وكان أحد الشباب قد أنزل للتعذيب في أحد السراديب السرية وعندما انتهت جلسة من جلسات التعذيب بين فترة وأخرى كان الشاب يردد "سنعلمهم درساً لن ينسوه، سنمارس التعذيب ضدهم مثلما مارسوه ضدنا وبالأساليب نفسها". فما كان من بشير الحاج علي إلا أن قال له "علينا أن نكنس التعذيب كظاهرة أي أن ننهي التعذيب كظاهرة، يجب أن لا نتصرف خارج نطاق الإنسانية، نحن بشر وهم بشر وعلينا أن نعمل لإنهاء هذه الظاهرة وإلغائها تماماً". هذا ما لمسته مع الحاج علي القيسي، لم ألاحظ لديه كيدية ولم ألاحظ لديه أية رغبة في الانتقام أو الثأر، حيث تعامل بمنتهى التسامح ولكن دون نسيان الذين لا بد أن يتحملوا مسؤولية هذا العمل الشائن وهذه الارتكابات التي تمس جوهر الإنسانية. السيدة جمانة لديها سؤال ومداخلة حول الموضوع.
جمانة: جرى الكلام عن الكثير من قضايا التعذيب التي حصلت في العراق، هناك جزء معتم في هذا المجال وهو التعذيب الذي تعرضت له النساء العراقيات، وكان الوضع مماثلاً للرجال، فهن تعرضن للتعذيب في السجون العراقية والأمريكية ومن ثم خرجن للعذاب الأكبر الذي كان ينتظرهن خارج السجن، عدد كبير من النساء الذين اغتصبن في سجن أبو غريب تم قتلهن فور خروجهن من السجن، وعدد كبير منهن كنّ يطلبن قتلهن لأنهن لم يستطعن أن يتحملن العقوبة الاجتماعية والنظرة الدونية لهم كنساء مغتصبات في المجتمع. وأيضاً أعتقد أن موضوع النساء من المسائل المهمة لتسليط الضوء عليها لأن النساء تعرضن لتعذيب ونتائجه كانت أقسى عليهن بشكل أكبر بكثير من الرجال. كان الرجل يخرج من السجن ويشعر بفخر لأنه عُذِّب من قبل الأمريكان بينما المرأة كانت تنتهي حياتها اجتماعياً فور خروجها من المعتقل. من المهم كثيراً أن تقوم جمعيتكم بالعمل على مواضيع النساء.

علي القيسي: لدينا قسم خاص لقضية حقوق النساء، ومع تزايد عدد النساء المعتقلات لجأنا نحن إلى المراجع الدينية، لكن الدكتور شعبان يعرف أننا نحن في العراق حساسون جداً من الحديث في هذا الموضوع، وهذا طبعاً حرمنا من أشياء كثيرة بالنسبة للفظائع التي ترتكب بحق النساء. وسعينا مع كثير من المعتقلات العراقيات وقد تم تزويجهن على سنة الله ورسوله وبدأنا نلغي هذه النظرة الدونية للمرأة، وبدأنا فعلاً بها، لكن الأمر يحتاج الى وقت ومعالجات طويلة الامد.الدكتور شعبان: هذا الأمر يحتاج إلى تكافل اجتماعي إلى وضع وبيئة طبيعية وصحية وإلى خروج الاحتلال وإنهائه، إلى تسوية مثل هذه الأمور والمتعلقات بروح مستقبلية وبروح تفائلية وبروح الضمان والتضامن الاجتماعي، بهذا المعنى.علي القيسي: نحن في الحقيقة، مع تزايد عدد المعتقلات من النساء، وهذا لأول مرة أقوله، لدينا إحصائية، هناك حوالي ألف وخمسين امرأة تم اعتقالهن في العراق. وهناك نظرة للشرع، من جانب شرعي ومن جانب عقلي ونحن نحاول أن نزاوج بين هاتين النظرتين، وبدأنا نُشعر الناس بأن المرأة التي تعتقل يجب أن تكون محط إكبار واعتزاز وافتخار كأخيها الرجل إنشاء الله، وتغيير العقلية. ويوجد هناك نظرة شرعية، المرأة مجرد ما تكون في خلوة في سجن يتم التشكيك بها، ولكن الحمد الله بدأت هذه النظرة تتغير، والله في السجن كنا نسمع أصوات نساء وكلام نساء يشد العزيمة، خصوصاً بالنسبة لنا كمعتقلين، وإنشاء الله نحن في طريقنا لتغيير هذه النظرة نهائياً، وبدأنا فيها، وحدثت في محافظة ديالى من أخواتنا المعتقلات اللواتي لم يتزوجن وتم تزويجهن من أناس يعدّون من عليّة القوم تشريفاً وتكريماً لهن.
جمانة: أريد أن أطلب " بروشور" جمعيتكم، بما فيها العنوان الكامل، لنرى إمكانية المعهد للتعاون والتدريب والمساهمة.الدكتور الطيب بكوش: سأتصل بالمنظمة العربية لحقوق الإنسان واتحاد المحاميين العرب.الدكتور شعبان: أنا سأتصل أيضاً باسم اتحاد الحقوقيين، وأنا عضو المكتب الدائم، ويمكن أن أقول من الآن أننا موافقون وسندعم هذا التوجه وحاضرون له كذلك في الشبكة العراقية والمنظمة العربية. هل لديك كلمة أخيرة تريد أن تقولها؟علي القيسي: أريد أن أوجه رسالة للشعبين الأمريكي والأوروبي وشعوب العالم كله، وبخاصة الشعب الأمريكي، فنحن في الحقيقة بدأنا في الآونة الأخيرة اتصالات مع منظمات مجتمع مدني أمريكي وبدأوا بالتجاوب معنا، وهناك من المنظمات من عيّن مترجماً خاصاً لوثائقنا وبياناتنا. في الحقيقة الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية (Amnesty) وهيومان رايتس ووتش وغيرها نحن على تنسيق دائم معهما. ما يحدث في السجون العراقية وفي العراق هو ليس جريمة بحق الشعب العراقي وحده بل جريمة بحق هذه الدول، هو جريمة بحق الإنسانية ولا يعتقدون أن حالة العراق سوف تنحصر في العراق، عملية تفريخ الإرهاب والعنف سببها الاعتقال، وبمناسبة عقد مؤتمر الأمم المتحدة الأخير صدر بيان بوجوب معاقبة من يحرض على الإرهاب. من يحرض على الإرهاب هو من ينتهك حقوق الإنسان وينتهك إنسانيته، وهؤلاء هم المحرضون الأساسيون عليه.الدكتور شعبان: بالمناسبة حتى القوانين الدولية بما فيها قانون مناهضة الإرهاب البريطاني على سبيل المثال، قرر هذا القانون، بغض النظر عن الملاحظات عليه، متابعة جميع الذين يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية، وبموجبه يمكن ملاحقة الرئيس بوش واتصالاته برئيس الوزراء البريطاني بوثيقة سرية بشأن قصف مقر تلفزيون الجزيرة ومقار الجزيرة في بلدان مختلفة، هذا ليس فقط تحريض على الإرهاب ولكن هذا شروع بعمل إرهابي، بما يتابعه القانون الدولي والقوانين الداخلية في عدد من البلدان بما فيها قانون مناهضة الإرهاب البريطاني.علي القيسي: ثمة ملاحظة، إن شخصاً عمره 75 سنة لا يكتفون بسحبه من لحيته ولكن يجبرونه على لبس " مايوه بيكيني" الخاص بالبحر، ويشغلون له الموسيقى الصاخبة، وعندما يرفض أن يرقص، وبعد ساعة وبعد أن يركزوا عليه خمسة كاميرات يحضرون له فيلماً قاموا بدبلجته بأنه كان يرقص، وهذا يحدث أمام 25 أو 40 شخص من أخ وابن أخ من أقاربه، وهذا كلام أتحرج أن أقوله أمام النساء، وعندما شخص يُطلب منه أن يمارس الجنس مع المجندة ويرفض، يكون جزاؤه أن تلبس جهاز تناسل اصطناعي وتغتصبه، ويُطلق سراحه بعد 15 يوماً كونه من الاعتقالات الخاطئة ويقوم بعملية تداخل جراحي، هكذا يحصل فكيف يمكن أن يتم امتصاص العنف والغضب الذي في داخله. أو من امرأة تغتصب أمام أعيننا وأمام أعين عشرة أو خمسة عشر شخصاً وهم معروفون، فكيف تُطلب منهم الغفران أو النسيان ولعل هذا هو المولّد الأساسي للعنف.
الدكتور شعبان: شكراً جزيلاً لكم وشكراً على حضوركم، والشكر لمركز دراسات الوحدة العربية الذي استضافنا، الشكر موصول إلى الأستاذ علي القيسي على تحمله لأسئلتنا اللجوجة الملحة التي ذكرته بمأساة حقيقية، على الرغم من أننا نحن جميعنا نعيش هذه المأساة، إلاّ أنه وقع الظلم عليه مضاعف وعانى ما عاناه ويقوم الآن بمهمة جليلة ودور مشرف في فضح التعذيب وفي فضح الانتهاكات التي يتعرض لها المواطن العراقي بعد الاحتلال، وما يتم على أيدي السجانين الأمريكان والشركات المتعاقدة معهم فضلاً عن السجون العراقية الأخرى. شكراً جزيلاً لكم مرة أخرى والسلام عليكم.

المصدر: مجلة المستقبل العربي

الأربعاء، 29 أبريل 2009

الامم المتحدة تصدر تقريرها الرابع عشر حول أوضاع حقوق الانسان في العراق

الأمم المتحدة تصدر تقريرها الرابع عشر حول أوضاع حقوق الإنسان في العراق

مركز انباء الامم المتحدة
2009/4/29: أصدرت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) اليوم تقريرها الرابع عشر حول أوضاع حقوق الإنسان في العراق الذي يغطي الفترة من تموز/يوليه وحتى كانون الأول/ديسمبر 2008.
ويشير التقرير، الذي تم إعداده بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إلى أنه بالرغم من التحسن الأمني الذي تميزت به الفترة التي يغطيها التقرير، لا تزال الحالة العامة لحقوق الإنسان في العراق مبعثا للقلق.
ويصف التقرير مجموعة من الممارسات المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان ويؤكد على أن الأمن في العراق سيكون مستداما إذا تم اتخاذ خطوات إضافية لتعزيز سيادة القانون والتصدي لظاهرة الإفلات من العقاب.
وفيما أقر الممثل الخاص للأمين العام في العراق، ستافان دي مستورا، بالجهود الحثيثة التي تبذلها وزارة حقوق الإنسان، حث الحكومة العراقية على الاستفادة من تحسن الوضع الأمني، وقال "إن هذه فرصة العراق للمضي قدما بكافة جوانب سيادة القانون وحقوق الإنسان عبر إدخال المزيد من الإصلاحات القانونية وتقوية النظام القضائي وتحسين ظروف الاعتقال وإتاحة إمكانية الاحتكام إلى القضاء".
ويقر التقرير بتطوراتٍ مؤسسية وقانونية هامة حدثت خلال الفترة التي يغطيها، كما يشيد بحكومة العراق لتبنيها اتفاقية مناهضة التعذيب أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة، ولإدراج أحكام تضمن تمثيل الأقليات في قانون الانتخابات بالإضافة إلى تبني قانون المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان الذي من المتوقع أن يسهم بصورة فعالة في حماية وتعزيز حقوق الإنسان في العراق.
وفي إقليم كردستان الشمالي تم تبني مبادرتين هامتين تتمثلان بتكوين ثلاث لجان للتعامل مع العنف ضد المرأة إلى جانب اعتماد قانون جديد للإعلام.
غير أن التقرير يقول أن الوضع في السجون ومراكز الاعتقال لا يزال يشكل مسألة مثيرة للقلق، ويوصي بمراجعة الإطار القانوني بغية اتخاذ الخطوة الضرورية للانتقال من نظام يستند إلى الاعتراف إلى نظام قائم على الأدلة، وتقف بعثة الأمم المتحدة على أهبة الاستعداد لتوفير الدعم لهذه العملية.
كما يظهر التقرير أن العنف القائم على نوع الجنس لا يزال من المشاكل الرئيسية التي لم تتم معالجتها في جميع أنحاء العراق، فلا تزال العديد من جرائم القتل المرتكبة بحق النساء تحت ستار ما يسمى "بجرائم الشرف" تسجل على أنها حالات انتحار ويظهر التقرير أن ختان الإناث في إقليم كردستان الشمالي لا يزال يعتبر ممارسة مقبولة.
وقالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، "إن وضع المرأة في العراق في غاية الصعوبة حيث يتم ممارسة العنف ضدها يوميا وأحث السلطات على وضع الأولوية لتحسين التشريعات وإرساء القانون لحمايتها بصورة صحيحة".
وتعكف يونامي بالتعاون مع الجهات العراقية المعنية، على حشد التأييد بهدف القضاء على هذه الممارسات والمفاهيم البالية.
كما تذكر البعثة كافة السلطات في العراق بالتزاماتها بضمان الاحترام التام للقانون الإنساني الدولي وقوانين حقوق الإنسان عند انخراطها في أية عمليات عسكرية.

इनसाइड बगदाद जेल


Inside a Baghdad jail
Andrew North uncovers evidence of overcrowding and degrading living conditions in Iraq's jails.

http://news.bbc.co.uk/1/hi/programmes/newsnight/7749921.stm

الثلاثاء، 28 أبريل 2009

العفو الدولية تصف أوضاع حقوق الانسان في كردستان بالمريعة

العفو الدولية تصف أوضاع حقوق الانسان في كردستان بالمريعة

2009 الثلائاء 28 أبريل
ايلاف - سيف الخياط من باريس: نشرت منظمة العفو الدولية ومقرها لندن في تقرير هو الاحدث من نوعة معلومات عن حقوق الانسان في الاقليم الكردي شمال العراق ووصفته بانه سجل مريع في انتهاك حقوق الانسان. الانتهاكات هذه المرة ومصادرة الحقوق المدنية والسياسية لم تات من الاخر الحاكم وفق رؤية شوفينية وانما جاءت من الحكومة الكردية في كردستان العراق، ما يعزز فكرة نوازع الاستبداد السياسي والسعي لانشاء دكتاتورية كردية جديدة ضحيتها الشعب الكردي والمستفيد الوحيد هو الحاكم والقائد باسم معاناة الكرد المضطهدين.
هذا التقرير الذي يعد الاهم من نوعة يصدر عن مؤسسة دولية واسعة الانتشار يفتح الابواب على ملفات عديدة ويثير تساؤلات كثيرة عن واقع الحال السياسي المعتم عليه منذ ما يقرب على 18 عام منذ تولي القيادة الكردية السياسية مقاليد الحكم بعد انتفاضة شعبية جرت في مناطق متفرقة من العراق عقب حرب الكويت.
وعلى الرغم من إعلان القيادات الكردية باستمرار بانهم استطاعوا بناء تجربة ديمقراطية يريدون لها ان تتكرر في بغداد، الا ان واقع الحال يؤشر عكس ذلك خصوصا في استمرار تولي الحزبين الرئيسيين مقاليد الحكم وادارة موارد الاقليم، وكذلك بقاء الزعيمين السياسيين جلال الطالباني ومسعود البارزني على راس هرم حزبيهما دون تغيير لمدة تزيد على ربع قرن.
وكثيراً ما جرى الحديث عن عجز الحزبين الكرديين (الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني) عن بناء تجربة ديمقراطية حقيقية في كردستان العراق وذلك لغياب الديمقراطية الحزبية داخليا بالدرجة الاساس.
القضية الكردية ما زالت على طاولة النقاش رغم تعرض الشعب الكردي الى حملات ابادة جماعية منظمة ومستمرة ومصادرة كافة حقوقه المدنية والسياسية، في اجزاء وطنه المقسم على اربع دول هي تركيا وايران والعراق وسوريا، ومن اشهر جرائم الابادة الجماعية تلك التي وقعت عام 1988 في عمليات عسكرية قام بها نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين سميت بالانفال راح ضحيتها 180 الف مدني كردي اضافة الى تدمير خمسة الالاف قريبة وقصبة وتهجير مليون اخرين الى دول الشتات، وقد سبقتها مجزرة دموية اخرى في مدينة حلبجه المحاذية للحدود الايرانية سقط فيها خمسة الاف مدني خلال دقائق بسبب قصفهم بالقنابل الكيماوية المحضورة.
جهاز الامن المركزي موجود غالباً في كافة الدول الدكتاتورية، التي تحكم بالحديد والنار، ولهذا سعت الادارة المدنية لقوات التحالف التي قادت عملية حرية العراق التي اطاحات بنظام صدام حسين الى عدم تشكيل اجهزة امن مشابه لما عرف عنه سابقا ومنها جهاز الامن المركزي او امن الدولة او الامن السياسي واكتفت بجهاز المخابرات الذي يتركز عمله بالحصول على المعلومات اضافة الى اجهزة الشرطة التي تنفذ قرارات القضاء، الا ان الادارة الكردية ما زالت محتفظة بهذا الجهاز الامني الذي يطلق عليه في كردستان "اسايش كشتي" ومعناه الامن العام.
وركزت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الانسان في تقريرها على جهاز الامن العام في اقليم كردستان "الاسايش" واعتبرته مبعث قلق وحملت مسؤولية انتهاك حقوق الانسان على منتسبيه الذين يرتدون الملابس المدنية، وقالت ان هذه القوة "تعمل على ما يبدو في أجواء يسودها الافلات من العقاب".
وشاهد وفد المنظمة الدولية الذي زار الاقليم الكردي، الاف الاشخاص الذين احتجزوا لسنوات في السجون الكردية دون تهمة أو محاكمة، وان العديد من حالات الاعتقال دون امر قضائي وسوء معاملة المحتجزين وتقاعس السلطات عن التحرك عندما تقع اعمال عنف ضد من يعتبرون خطرا على الدولة وبينهم معارضون وصحفيون ونساء ونشطاء مدافعون عن حقوق المرأة.
يشار إلى أن مضايقات وضغوط عديدة تتعرض لها وسائل الاعلام المستقلة سواء اكانت على شكل افراد صحفيين او وسائل اعلام باكملها بواسطة فرض غرامات مالية كبيرة او تخويف العاملين، وينشر مرصد الحريات الصحفية وهو منظمة غير ربحية مقرها بغداد تقارير مستمرة عن انتهاكات يتعرض لها الصحفيون ومؤسساتهم علاوة على تقارير متواصلة تصدر عن منظمات دولية مثل منظمة مراسلين بلا حدود ومقرها باريس.
وشكا التقرير أيضا من عدم توفير حماية كافية لحقوق المرأة مشيرا الى جرائم الشرف وتزويج القاصرات وتشويه الاعضاء التناسلية الانثوية كمثال للمشاكل التي تعاني منها المرأة الكردية.
الرئيس جلال الطالباني مرر مؤخرا تصريحا خجولا في معرض رده على تقرير المنظمة الدولية، مطالبا قوات الاسايش بالمزيد من الشفافية واحترام حقوق الانسان، مكتفيا بذلك دون البحث في حقائق الاتهامات او اتخاذ اجراءات سريعة من قبيل حل هذه الاجهزة الامنية غير الخاضعة للقانون بالكامل.
وبالاضافة الى هذا التقرير تتسرب معلومات عديدة عن اوضاع هذا الاقليم البعيد الى حد ما عن نوعية المشاكل التي تواجه سكان العاصمة العراقية وبقية المدن الجنوبية من عمليات عنف وارهاب تطال المدنيين.
ويجري الحديث عن وجود فساد مالي كبير وعمليات تبييض اموال وتردي في البنية التحتية والخدمات الاساسية وخلوا المنطقة من مشاريع استثمارية حقيقية وفرص عمل جادة ومضمونة.

الاثنين، 27 أبريل 2009

البصرة :سجناء يتمردون إحتجاجاعلى سوء أوضاعهم

البصرة: سجناء يتمردون إحتجاجاً على سوء أوضاعهم

البصرة: جاسم داخل / الشرق الاوسط
قال مسؤولون أمنيون عراقيون إن الأجهزة الأمنية في محافظة البصرة تمكنت من فرض سيطرتها على أعمال شغب شهدها سجن المعقل وسط المدينة، أمس، احتجاجا على سوء أوضاع السجناء، انتهت بمقتل احد المعتقلين وإصابة اثنين آخرين.
وقال العقيد عبد الكريم الزيدي مدير إعلام قيادة شرطة المحافظة لـ«الشرق الأوسط» إن «السجناء أعلنوا اليوم (أمس) احتجاجهم للمطالبة بتحسين أوضاع السجن وتطوير الخدمات». مؤكدا على أن مسؤولية إدارة السجون هي على عاتق وزارتي العمل والعدل، وأن مهمة الشرطة تنتهي بإصدار أحكام القضاء وإيداع المتهمين لإدارة السجن».
وأكد مصدر امني، رفض ذكر اسمه بعد امتناع إدارة السجن عن الإدلاء بأي تصريحات صحافية، إن «سجن المعقل شهد أعمال شغب بدأت بمشادة بين عدد من السجناء والحراس، ثم تطورت إلى قيام السجناء بإضرام النار في جزء من المعتقل وإعلان العصيان والصخب والإضراب، احتجاجا على سوء المعاملة ورداءة الخدمات واكتظاظ المعتقل بالسجناء». مشيرا إلى «احتواء الأجهزة الأمنية للحادث والسيطرة على الموقف من دون إحداث خسائر، نافيا تمكن أعداد من السجناء الفرار من أسوار السجن».
غير أن مصدر أمني آخر، أشار إلى أن التمرد انتهى بمقتل احد المعتقلين وإصابة اثنــين آخرين بجروح متوسطة، نتيجة تأثرهم بالحرائق التي أضرمت من قبل المعتقلين.من جانبه، قال مهدي التميمي مدير مكتب وزارة حقوق الإنسان في جنوب العراق لـ«الشرق الأوسط» إن «عمليات نقل جماعي للمودعين في سجن المعقل بمحافظة البصرة إلى سجن محافظة ذي قار المركزي تمت بسبب اكتظاظه، وعدم قدرتها على استيعاب المزيد في ظل استمرار عمليات الاعتقال»، على حد قوله. وذكر التميمي أن محافظة البصرة ستشهد قريبا افتتاح سجن مركزي كبير يقع في منطقة حمدان الصناعية،. موضحا أن «المشروع حالياً في طور التنفيذ بطاقة استيعابيــة لألفي سجين، كما انه يحتوي على ورش للســـباكة والنجارة وكذلك مركز للاتصـــالات والانترنت، فضــلاً عن العديد من المرافق الترفيهية والخدمية». وتوقع التميمي أن يكون اكتمال بناء السجن ودخوله حيز العمل بمثابة «حل جذري لمشاكل المعتقلين، ولا سيما الذين صدرت بحقهم أحكام بالسجن لفترات زمنية طويلة». يذكر أن سجن البصرة المركزي المشيد منذ خمسينات القرن الماضي قد هدّه الأهالي بعد ساعات قليلة من سقوط النظام السابق، مما اضطر السلطات المحلية إلى تحوير قاعات ومخازن في ميناء المعقل، وتحويلها إلى سجن بشكل مؤقت إلا انه بقي على حاله منذ أواسط عام 2003 ولحد الآن.

الأحد، 26 أبريل 2009

ضابط أمريكي : التعذيب في العراق تسبب بمقتل جنود أمريكيين ومدنيين أكثر من ضحايا هجمات نيويورك

ضابط أمريكي : التعذيب في العراق تسبب بمقتل جنود أمريكيين ومدنيين أكثر من ضحايا هجمات نيويورك

لندن- الشرقية: نقلت صحيفة الإندبندانت أون صندي عن ضابط أمريكي أن استخدام التعذيب في سجون العراق قد يكون قاد إلى التسبب بمقتل جنود أمريكيين ومدنيين عراقيين أكثر من ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة.
ونسبت الصحيفة إلى الرائد ماثيو ألكساندر الذي قاد فريق استجواب السجناء في العراق قوله "إن الانتهاكات في سجن أبو غريب ومعتقل غوانتانامو كانت السبب وراء انضمام المقاتلين الأجانب إلى تنظيم القاعدة وليس العقيدة الإسلامية".
وأشارت إلى أن الرائد ألكساندر حقق شخصياً مع 300 سجين في العراق وحصل فريقه على المعلومات التي قادت إلى التعرف على مكان اختفاء أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق وقتله بغارة جويه في يونيو/حزيران 2006.
واضاف الرائد ألكساندر "أن التعذيب افاد تنظيم القاعدة في العراق لأنه أظهرنا كمنافقين حين نتحدث عن حقوق الإنسان فضلاً عن كونه غير فعّال وله نتائج عكسية ويجعل السجناء يعترفون بأقل قدر من المعلومات لوقف الألم ويبلغونا أحياناً عن بيت يستخدمه المسلحون لكنهم لا يحذرونا من أنه ملغم".
وقالت الصحيفة إن الضابط الأمريكي شرح في كتاب ألفه تحت عنوان (كيف نحطم الإرهاب) أنه حين وصل إلى العراق مطلع العام 2006 وجد أن فريق استجواب السجناء الذي عمل معه كان معظم أفراده من الجنود الشباب بين سن 18 و 24 عاماً الذين لم يغادروا الولايات المتحدة من قبل ويفتقدون إلى الخبرة في مجال استجواب السجناء ولم يلتقوا من قبل أي سجين مسلم.
وذكر الرائد ألكساندر في كتابه بأنه رفض المشاركة في تعذيب وانتهاك السجناء في العراق ومنع فريق من استخدام هذه الممارسات واستعمال طرق استجواب الشرطة الأمريكية بدلاً منها والتي تستند إلى بناء العلاقات وإلى درجة من الحيلة مثل الإدعاء بأن سجين آخر اعترف بكل شيء.
وقال إن المقاتلين الأجانب الذين تم تجنيد غالبيتهم من السعودية ومصر وسورية واليمن وشمال أفريقيا اعترفوا بأن السبب الرئيسي وراء مجيئهم إلى العراق لقتال القوات الأجنبية كان سماعهم بتعذيب السجناء في معتقل غوانتانامو وسجن أبو غريب والذي حفّز الكثير منهم على التحول إلى قنابل بشرية.
واعرب عن اعتقاده بعد انتهاء تجربته في العراق بأن الحرب ضد استخدام الولايات المتحدة للتعذيب هي أكثر أهمية من الحرب في العراق، واعتبر اعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضد التعذيب بمثابة انتصار تاريخي

السبت، 25 أبريل 2009

أفلام تظهر عناصر بالشرطة في عمليات أغتصاب وحقوقيون ونواب يحذرون من إساءة إستخدام سلطاتها


افلام تظهر تورط عناصر بالشرطة في عمليات اغتصاب وحقوقيون ونواب يحذرون من اساءة استخدام سلطاتها
25/04/2009لندن - 'القدس العربي': يتحدث ناشطو حقوق الانسان في العراق عن الانتهاكات التي تقوم بها القوات الامنية من تعذيب واغتصاب، وتشير صحيفة 'التايمز' الى فيلم قصير شاهده مراسلها في الفلوجة عن فتاة اجبرت على تناول مادة مخدرة وكانت في حالة من الغثيان وتصرخ وتستنجد بأمها وهي تحاول يائسة منع رجل يلبس قميصا ابيض وشورتاً قصيراً من نزع لباسها الداخلي، وتفشل في كل المحاولات. وعندها يأمر الرجل مصورا بالتقاط المشهد على هاتفه النقال من اكثر من نقطة والمشهد المشار اليه هو: اغتصاب.وتنقل الصحيفة عن عمدة مدينة الفلوجة السابق جاسم البيداوي الذي تحول الى ناشط في مجال حقوق الانسان قوله انه تعرف على الفاعل وهو رجل شرطة، كما ان المصور هو من عناصر الشرطة. ويقول ان عم الفاعل هو من كبار رجال الشرطة ولا احد يستطيع الوصول اليه. ويقول ان العملية تمت اثناء قيام المرأة بزيارة زوجها المعتقل في مركز اعتقال في الرمادي حيث تم تخدير المرأة.ويمثل الحادث وحوادث اخرى الانتهاكات التي تمارسها السلطات الامنية التي منحت سلطات عالية في محاولة من الحكومة لوقف العمليات الانتحارية ومنع االبلاد من الانحدار نحو هاوية الحرب الاهلية. وتنقل الصحيفة عن ناشطين في حقوق الانسان ومسؤولين امريكيين ونواب قولهم ان الامن والشرطة في العراق تحولا الى جماعة فوق القانون، حيث يثيرون اعجاب الناس بهم عندما يتم تصويرهم وهم يكافحون الارهاب ولكنهم يزرعون الخوف في نفوس الناس بسبب ما يقومون به من انتهاك لسلطاتهم. ويعتقد ان عدد القوات الامنية الذي يصل للمليون ينتشر الفساد فيها لحد الداء المعدي.ومن الخدع المعروفة والمستخدمة داخل صفوف الامن اعتقال بريء ثم التفاوض مع اهله على دفع رشوة تصل لآلاف الدولارات كي يتم اطلاق سراحه. وتشير الى ابو عالية (35 عاما) الذي اعتقل مع 15 شخصا العام الماضي في واحد من منتزهات بغداد، حيث كانوا يتنزهون اثناء عطلة عيد العمال، عندما جاءت فرقة من الشرطة وقيدتهم واخذت بضربهم مطالبة اياهم بالتعرف على اي وجه في قائمة مطلوبين من عناصر ميليشيات شيعية. لكن الشرطة احتجزتهم لفشلهم في تحديد اسم واحد وضربوا بأسلاك كهربائية لاجبارهم على الاعتراف انهم من اعضاء الميليشيات. وبعد ثلاثة اشهر في الحجز قيل لهم انهم يحتاجون لمحامين ولخوفهم من عدم حصول هذا وافقوا على دفع ثلاثة الاف دولار عن كل واحد منهم وهو مبلغ كبير لعمال مثلهم لا يتجاوز دخلهم اليومي عشرة دولارات.وعندما سأل القاضي عن سبب الاعتقال لم تكن هناك اجابة واضحة فرفض القضية. وتنقل عن ابو عالية قوله ان القوات الامنية هي خارج السيطرة لان اي شخص يتشاكل مع رجل امن او جندي فسيعتقل وعائلته، مؤكدا ان هذا الوضع يحدث في كل مكان ووقت. ويقول شخص اخر اسمه محمد انه قضى عاما ونصف العام في معتقل في بغداد حيث كان المحققون يجرون كل يوم محتجزين يضربونهم ويعيدونهم قبل الفجر منهكين وغائبين عن الوعي تقريبا لينتظروا المساء في زنازين مكتظة حيث يعاد الاحتفال بهم بالضرب والتعذيب.وفقد محمد احد اسنانه بعد تعليقه واجباره على البصم على ورقة لم يكن قادرا على قراءتها بسبب تغطية عينيه وبعدها وافقت عائلته على دفع 800 دولار حيث اطلق سراحه. ونقل عن مسؤول في وزارة حقوق الانسان قوله ان هناك العديد من الحالات التي تصل للوزارة عن اساءة استخدام السلطة خاصة من عناصر الامن وفي مراكز الحجز المؤقت. وهناك العديد من النسوة يقلن انهن تعرضن للاغتصاب والضرب. وفي كل الحالات فان اي فتاة تتعرض للاغتصاب تقوم عائلتها بقتلها بعد اطلاق سراحها لمحو عار العائلة وهو ما حل بالمرأة التي اغتصبت في سجن الرمادي.ويعتقد ان الفاعل الذي صور جريمة الاغتصاب صورها حتى يشتري صمت الضحية ويقال انه اعتقل لفترة واطلق سراحه بطريقة مجهولة قبل ان يهرب لسورية. ونقل عن ممثلة في البرلمان وعضو في لجنة النزاهة انها التقت طالبا تعرض للاعتقال واضطر للاعتراف بالانتماء الى جماعة ارهابية بعد تهديده باغتصابه. وقالت ان الكثيرين قالوا لها انهم اغتصبوا فعلا في مراكز الامن العراقية المتعددة. وحذرت من ان الاعتقال العشوائي عامل مهم في زيادة العنف. وتقول ان من يعتقلون بهذه الطريقة يختارون طريق الارهاب لان الامن اجبرهم عليه.وترى نائبة في البرلمان وعضو في لجنة المشردين ان الولايات المتحدة ومعها الحكومة العراقية اللتين كانتا تواجهان خطر الهزيمة امام الجماعات المسلحة قامتا بتجنيد اعداد من عناصر الامن بطريقة متسرعة وضُمت لقوى الامن اعداد لم يتلقوا تعليما او يعرفون عن القيم الاخلاقية. وتقول ان الحكومة تحاول قلع شجرة الفساد من القوى الامنية الا انها تخشى من تأثير هذا على الاوضاع الامنية.

الجمعة، 24 أبريل 2009

مرصد الحقوق والحريات الدستورية: أضراب السجناء وتقارير حقوق الانسان تنذر بكارثة بحق الالاف في السجون العراقية

مرصد الحقوق والحريات الدستورية : اضراب السجناء و تقارير حقوق الانسان تنذر بكارثة بحق الالاف في السجون العراقية

2009-04-22
بغداد ( إيبا) قال مرصد مرصد الحقوق والحريات الدستورية MRFC ان حالات الاضراب عن الطعام التي قام بها عدد من المعتقلين في سجن المقدادية احتجاجاً على تأخير الاجراءات التحقيقية معهم ، يشير الى سوء الاوضاع داخل السجون ويؤكد استمرار الانتهاكات الخطيرة التي تطال السجناء والذين وصلت اعدادهم الى مايقارب (19،708) حسب احصائية المرصد لعام 2008.
واوضح بيان اصدره المرصد وتلقت وكالة الصحافة المستقلة ( إيبا) نسخة منه اليوم الاربعاء انه قد اهتم بأوضاع السجون والانتهاكات التي يعاني منها السجناء والمعتقلين في العراق بأعتبارها احد القضايا الشائكة التي تخرق القواعد الدستورية والقانونية والمواثيق والاتفاقيات الدولية التي حددت الحقوق والحريات اللتي يجب ان تمنح لهؤلاء السجناء والمعتقلين ، حيث اصدر المرصد مايقارب سبعة بيانات تناولت قضايا تنطوي على انتهاكات داخل السجون العراقية والتي ناقشت ( تقييد حق الدفاع العام ، حالات اعتقال ذوي المعتقلين ، اوضاع المعتقلين في السجون السعوديه ، حالات الانتحار في السجون ، قانون العفو العام والاعداد الوهميه للمفرج عنهم ، مشروعيه تنفيذ حكم الاعدام .....) .
واشار الى ان تقرير وزارة حقوق الانسان لعام 2008 جاء محدداً لمجمل من المشاكل والانتهاكات الموجودة داخل السجون ومنها حالات الاكتظاظ وعدم توفير وسائل العيش الكريم والتي تشمل الغذاء والملبس والمنام والخدمات الطبية ، بالاضافة الى المشاكل التي تعود الى سوء التخطيط في اختيار مواقع السجون ومدى ملائمتها للسجناء ، فضلا عن مناقشه وطرح بعض المشاكل التي تتعلق بالناحيه القانونيه لبعض القوانين سواء مايتعلق بتطبيقها او بعض الثغرات التي تتعلق بتشريعها وكذلك الاساليب الاجرائيه المتخذه في التحقيقات ودور المخبر السري في عرقلة القضايا كما تناول التعذيب المادي والمعنوي واثره ووسائله.
وبين ان ما اوضحته التقارير والبيانات سواءُ التي صدرت عن وزارة حقوق الانسان او تلك التي اصدرتها بعثة الامم المتحدة فضلا عن المرصد و المنظمات والشبكات التي تعنى بحقوق الانسان وحقوق السجناء ، يبين حجم القصور الفني والمهني في اداء المؤسسات القضائية والتنفيذية في العراق والافتقار الى وجود خطط جذرية مبنية على اسس علمية وعملية نابعة من تلك المشاكل والاحتياجات الواقعية، كما يتبين مدى التزام الطرق غير السليمة في معالجة اوضاع السجناء في ظل تزايد الاعتقالات وبشكل يومي وفي اغلب المحافظات كلما تزايدت حالات العنف.
وطالب المرصد الحكومة بجميع مؤسساتها التنفيذية والقضائية الى وضع الحلول لكافة المشاكل التي تعاني منها، والاخذ بالتوصيات التي طرحتها الوزارة في تقريرها السنوي والتوصيات التي تطرحها منظمات حقوق الانسان وعدم الاكتفاء بالاطلاع ،كما دعا البرلمان الى تفعيل دوره الرقابي على اعمال الحكومة ،و ضرورة تشكيل مفوضية حقوق الانسان للحد من الانتهاكات في مؤسسات الدولة الامنية والقضائية.
كما طالب مجالس المحافظات العمل على وضع الخطط التأهلية التي تقوم بواقع السجون في المحافظات وتحمي السجناء والموقفين من الانتهاكات التي تطالهم ، اضافة الى مطالبة بعثة الامم المتحدة لمساعده العراق في تفعيل دورها في رصد اوضاع حقوق الانسان في السجون والمطالبة باطلاق سراح الابرياء

قصة سجينة أغتصبها حراسها وقتلها شقيقها تكشف مدى تفشي العنف ضد المرأة في العراق

قصة سجينة اغتصبها حراسها وقتلها شقيقها تكشف مدى تفشي العنف ضد المرأة في العراق

بغداد: تينا سوزمان وقيصر أحمد *
* خدمة: «لوس انجليس تايمز» خاص بـ«الشرق الأوسط»
في بعض الأحيان تكشف القصص المحرمة التي يخاف الناس من سرد تفاصيلها على نحو كامل عن حقيقة مكان بعينه. وفيما يلي واحدة من هذا النوع من القصص:
سجنت امرأة شابة في تكريت، شمال بغداد. وبعثت بخطاب إلى شقيقها الصيف الماضي تستنجده كي يساعدها. وكتبت المرأة، وتدعى دلال، في خطابها أنها أصبحت حاملا بعدما تعرضت للاغتصاب من قبل حراس السجن. وبالفعل، طلب الشقيق السماح له بزيارتها، ووافق الحراس. دخل الشقيق إلى الزنزانة، وأخرج مسدساً وأطلق عياراً نارياً صوب أخته التي بدا عليها الحمل بوضوح فأرداها قتيلة. بالنسبة لحراس السجن، أزاحت جريمة القتل تلك هماً من على كاهلهم أيضاً. في هذا السياق، قال أحد الموظفين في مختبر مديرية الطب الشرعي في بغداد، حيث تم إرسال جثة الضحية «ظنوا أن موتها سينهي القضية». وبناءً على إصرار الموظف، استخدم موظفو المختبر جهازا جديدا حصلوا عليه أخيرا خاصا باختبارات الحمض النووي في أخذ عينة من الجنين. وصدرت أوامر إلى حراس السجن بتقديم عينات حمض نووي خاصة بهم». وقال الموظف «ظنوا أننا سنعجز عن كشف حقيقة القضية». وكشفت نتائج العينة أن والد الطفل الذي لم ير الحياة مقدم يعمل في الشرطة تولى الإشراف على حراس السجن. وحسب قاض في محكمة تكريت، تم إلقاء القبض على مقدم الشرطة الذي أدانته نتيجة اختبار الحمض النووي ونقيب شرطة وجهت له أيضا اتهامات في القضية ذاتها ولكن أطلق سراحهما لنقص الأدلة. وقال القاضي إن متهما ثالثا، هو ملازم أول شرطة، ظل قيد الحبس. وقال مسؤول آخر في محكمة تكريت إن المقدم والنقيب ظلا في السجن، لكن تم نقلهما من تكريت إلى بغداد. واتفق العقيد حاتم ثابت، المتحدث الرسمي باسم الشرطة في محافظة صلاح الدين، حيث وقعت الجريمة، مع الرواية الأخيرة. ومع ذلك، هناك روايات أخرى تقول إن القضية جرت تسويتها اعتماداً على الأعراف القبلية، حيث دفعت عشيرة المقدم أموالا لأسرة المرأة كي تسقط الاتهامات عنه، حسبما قال بعض الأفراد على معرفة بالقضية، لكنهم خشوا من تناولها علانية. أما موظف المختبر فقال إن العاملين المعنيين بالاختبارات يعلمون أن ضباط الشرطة الثلاثة أطلق سراحهم. وأضاف: «سمعت أن القضية تمت تسويتها عبر فدية قبلية»، موضحاً أن: «هذه القضية تؤرقني. أنا أضطلع بعملي، لكن الأشرار يعودون مجدداً إلى الشوارع». أما شقيق المرأة فتتضارب حوله الأقاويل، فبينما يعتقد البعض أنه تعرض للسجن لقتله شقيقته، يدعي آخرون أنه أطلق سراحه كجزء من اتفاق قبلي. وبشكل عام، يعد العنف ضد المرأة داخل العراق واحداً من القضايا المتفاقمة، لكن نادراً ما يجري تناولها. ولا تتوفر إحصاءات حول معدلات جرائم القتل «غسلا للعار». وأشار أحد مسؤولي مديرية الطب الشرعي ببغداد، والذي كشف عن تفاصيل قضية تكريت للمرة الأولى الصيف الماضي، إلى أن عدد جرائم الاغتصاب التي يتم إبلاغ الشرطة بها يتراوح بين 5 و10 شهرياً على مستوى البلاد بأكملها. واستطرد قائلا «في الواقع، إن العدد الحقيقي لجرائم الاغتصاب أكبر مما نعرفه. فعلى سبيل المثال، تشهد السجون عددا بالغا من حالات الاغتصاب». ونوه أحد العاملين بالمديرية إلى أن معظم جرائم قتل النساء ترتبط بالشرف، مشيراً إلى أنه في اليوم السابق تلقى جثة امرأة حامل مذبوحة من الرقبة. ومن جانبهم، قال أنصار حقوق الإنسان إن الكثير من جرائم القتل يجري إضفاء طابع جرائم «الشرف» عليها عمداً من جانب الجناة لضمان تلقي عقوبة مخففة. وفي هذا الصدد، أكدت ابتسام حمودي العزاوي، المهندسة السابقة التي تتولى إدارة منظمة صغيرة معنية بتقديم العون إلى النساء اللائي يتعرضن لمعاملة سيئة من داخل منزلها في بغداد، أن «الوضع أصبح أسوأ بكثير الآن»، مضيفة أن: «مجتمعنا يشهد حرباً كبيرة، وهذا ينعكس على وقوع انتهاكات على الصعيد الأسري». واستطردت ابتسام، التي لقي زوجها، عميد إحدى الجامعات، مصرعه على يد متطرفين عام 2007، قائلة «كل شيء يسوده العنف. حتى الأطفال يعشقون الحرب». وتقضي ابتسام الكثير من وقتها في الاستجابة لطرقات على باب منزلها أو الرد على اتصالات هاتفية من نساء يبحثن عن مفر من منازلهن حيث يتعرضن لمعاملة سيئة. ويتمكن الناس من الوصول إليها فقط عبر الاتصال الشخصي. وتعمد ابتسام على عدم إخبار جيرانها بما تقوم به خشية تعرضها أو إحدى بناتها لهجوم من قبل المتطرفين. يشار إلى أن العراق ليس به ملاذات للنساء اللائي يتعرضن للعنف أو لتهديدات، في وقت تسببت الحرب في تمزيق وتشريد أسر ربما كانت ستوفر الملاذ لأقاربهن الإناث. وفي خضم حالة الفوضى التي تجتاح البلاد، أصبح القتل سبيلا ميسرا أمام الرجال الراغبين في إنهاء زواجهم، فهو أرخص كلفة من الطلاق، حسبما قالت ابتسام. وأضافت ابتسام: «تتعرض النسوة للقتل، لكن غالباً ما يجري الإبلاغ عنهن باعتبارهن مفقودات. ويعد هذا كله جزءا من الفوضى. يقدم بعض الأزواج على قتل زوجاتهم، ثم يدعون أنهن ربما تعرضن للاختطاف أو لقين حتفهن في تفجير. وكثيراً ما توجد مشكلات أسرية بين زوج وزوجة. وفجأة، تختفي الزوجة».

البنتاغون يفرج عن صورجديدة لانتهاكات بحق معتقلين عراقيين في سجن أبو غريب

البنتاغون يفرج عن صور جديدة لانتهاكات بحق معتقلين عراقيين في سجن ابو غريب

لندن- الشرقية:أعلن الاتحاد الأميركي للحريات المدنية أن وزارة الدفاع "البنتاغون" ستفرج عن عدد لا بأس به من الصور التي تكشف الانتهاكات والإساءات التي تعرض لها المعتقلون والسجناء في سجون العراق.
ونقلت شبكة "سي أن أن" الإخبارية الأميركية عن بيان صدر عن الاتحاد في وقت متأخر من أمس الخميس ان الإفراج عن هذه الصور سيكون رداً على دعوى رفعها الاتحاد أمام المحاكم الأميركية بشأن فتح السجلات.
وأشار البيان إلى ان الصور التي سيتم الإفراج عنها التقطت في مرافق أخرى غير معتقل "أبو غريب" في العراق مثل المعتقل في قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان.
وقال محامي الاتحاد أمريت سينغ ان "الصور توفر دليلاً مادياً وملموساً على أن الإساءات للسجناء التي قام بها أميركيون لم تكن مجرد أخطاء فردية وإنما منتشرة، وتجاوزت جدران سجن أبو غريب".
وأضاف سينغ انه سيتم الإفراج عن الصور في الثامن والعشرين من مايو/أيار المقبل.
ونشر الاتحاد على موقعه الإلكتروني رسالة وجهتها وزارة الدفاع أمس الخميس إلى محكمة فدرالية تقول فيها انها ستفرج عن 21 صورة وان "الحكومة تعمل على الإفراج عن عدد آخر كبير من الصور".
وقالت الوزارة انها لن تستأنف حكماً صدر العام الماضي عن محكمة استئناف أميركية بأن يتم الإفراج عن الصور.
وكان الاتحاد رفع دعوى بهذا الخصوص في العام 2004 بعد أن رفضت إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش طلباً سابقاً في العام 2003 بفتح السجلات.
وبرزت فضيحة سجن أبو غريب في العام 2004، بعد نحو عام من الغزو الأميركي للعراق بعد تسرب صور إلى وسائل الإعلام تكشف قيام ضباط أميركيين، كانوا يتولون الإشراف على إدارة السجن، بانتهاكات واسعة وعمليات تعذيب ضد عشرات السجناء.
في غضون ذلك قالت المسؤولة السابقة عن سجن أبو غريب جانيس كاربنسكي، التي تم تخفيض رتبتها بعد فضيحة السجن، ان المذكرات التي تعود إلى حقبة الإدارة السابقة وكشف عنها مؤخراً حول السماح بتقنيات تحقيق قاسية مع المشتبهين بالإرهاب، أثبتت صحة ما قالته في الماضي بأنها ورفاقها كانوا أكباش فداء للإدارة السابقة.
وكانت كاربنسكي واحدة من ضابطين عوقبا بسبب تقنيات التحقيق القاسية التي استخدمها المحققون في سجن أبو غريب في العراق، بعد الغضب العارم الذي عم جميع أنحاء العالم بعد تسرب صور تظهر التعذيب الذي ارتكبه المحققون الأميركيون في هذا السجن، إلى وسائل الإعلام في مايو/أيار 2004.
وأصرت كاربنسكي خلال التحقيقات وجلسات المحاكمة انها ورفاقها كانوا ينفذون توجيهات وافق عليها كبار المسؤولين الأميركيين، واليوم وجدت كاربنسكي تأكيداً على صحة كلامها في المذكرات التي تعود إلى حقبة جورج بوش وكشفت عنها إدارة الرئيس باراك أوباما.
وصرحت كاربنسكي في حديث إلى شبكة "سي أن أن" الأميركية ان "الغضب أثير حول الصور لأنها كانت شاهداً حياً على ما سمحت به تلك المذكرات".
وأضافت "لذلك أعتقد ان هذا ظلم. قد يكون تم تغيير رتبة الجنود في السلك العسكري، ولكنهم لم يحظوا بمحاكمة عادلة. لا أحد منهم حوكم لأنهم أدينوا كإحدى 'التفاحات الفاسدة'"، في إشارة إلى تعبير استخدمه في تلك الفترة الوزير السابق دونالد رامسفيلد.
وقالت كاربنسكي "عندما قرأت تلك المذكرات، وعندما كشف عنها للمرة الأولى قبل أيام، انتابني شعور بأني قادرة على الانعتاق بعد خمس سنوات".
وأضافت "هذا ما كنا نقوله منذ البداية، لماذا توجهون أصابع الاتهام إليّ وإلى الجنود؟ يوجد قصة أكبر هنا".
وكررت كاربنسكي مزاعمها السابقة بأنها لم تتواجد قط في غرفة التحقيق ولم تشهد على أية تقنيات تعذيب، واصفة تقنية محاكاة الغرق بأنها "تعذيب" وبأن سجناء أبو غريب تعرضوا للتعذيب.
يشار إلى ان مجلس الشيوخ أكد في تقرير كشف عنه أول من أمس أن الممارسات والانتهاكات التي ارتكبها الجنود الأميركيون سواء في سجن أبو غريب أو في معتقل غوانتانامو، لم تكن من عمل مجموعة معينة فاسدة في الجيش بل إن الفساد في المعاملة يعود إلى أعلى المستويات.

الثلاثاء، 21 أبريل 2009

منظمة العفو تحث العراق على وقف تنفيذ أحكام الاعدام في 128 شخصا صدرت أحكام بحقهم

منظمة العفو تحث العراق على وقف تنفيذ أحكام الإعدام في 128 شخصاً صدرت أحكام بحقهم
حثت منظمة العفو الدولية وزير العدل العراقي على وقف إعدام 128 شخصاً محكومين بالإعدام وسط تقارير بأن السلطات تخطط للبدء في الأسبوع القادم بإعدامهم على دفعات من 20 شخصاً.فقد تصاعد استخدام عقوبة الإعدام بمعدلات مرعبة في العراق منذ أعادت الحكومة العمل بعقوبة الإعدام في أغسطس/آب 2004. وجاء ذلك بعد تعليق للعقوبة لأكثر من سنة من قبل "سلطة الائتلاف المؤقتة".وحُكم بالإعدام في السنة الماضية على ما لا يقل عن 285 شخصاً، بينما نُفذ حكم الإعدام في 34 شخصاً. وفي 2007، حُكم بالإعدام على ما لايقل عن 199 شخصاً، بينما نفذت أحكام الإعدام الصادرة بحق 33 شخصاً، مقارنة بما لا يقل عن عن 65 نُفذ فيهم حكم الإعدام في 2006. ويمكن للأرقام الفعلية أن تكون أعلى من هذا بكثير نظراً لعدم توافر أية إحصائيات رسمية بشأن أعداد السجناء الذين يواجهون عقوبة الإعدام.وتعليقاً على توجهات الحكومة العراقية هذه، قال مالكوم سمارت، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إن "الحكومة العراقية قد قالت في 2004 بأن إعادة فرض عقوبة الإعدام سوف يحد من العنف المتفشي في البلاد. إلا أن واقع الحال يشير إلى أن العنف قد استمر بمعدلات أعلى بكثير من السابق، بينما ثبت أن عقوبة الإعدام لا تردع أحداً عن العنف. وفي حقيقة الأمر، فإن العديد من الهجمات قد نفذت من قبل انتحاريين يبدو بجلاء أن التهديد بالإعدام لم يردعهم عن القيام بعملياتهم".وأبلغ "المجلس القضائي العراقي الأعلى" منظمة العفو في 9 مارس/آذار أن مجلس الرئاسة العراقي (الذي يضم الرئيس ونائبي الرئيس) قد صدق على أحكام الإعدام الصادرة بحق 128 شخصاً أكدت محكمة التمييز على أحكامهم.ولم تكشف السلطات العراقية النقاب عن هويات من يواجهون الإعدام الوشيك، مثيرة بواعث قلق بأن العديد منهم ربما يكونون قد حكموا بالإعدام إثر محاكمات لا تفي بمقتضيات المعايير الدولية للمحاكمة النـزيهة.ومن المرجح أن معظمهم قد حكموا بالإعدام من قبل "المحكمة الجنائية المركزية للعراق"، التي لا تفي إجراءاتها منهجياً بمقتضيات المعايير الدولية للمحاكمة العادلة. ويحتمل أن يكون البعض قد أدينوا بجرائم من قبيل القتل العمد أو الاختطاف استناداً إلى اعترافات يزعمون أنها قد انتـزعت منهم تحت التعذيب خلال فترة الاعتقال السابقة على المحاكمة من قبل قوات الأمن العراقية. والمعروف أن مزاعم التعذيب لا تخضع لتحقيقات كافية، أو ربما لأي نوع من التحقيق، من جانب "المحكمة الجنائية المركزية للعراق". بينما يظل تعذيب المعتقلين الذين تحتجزهم قوات الأمن العراقية من الأمور شبه المسلم بها.ومضى مالكوم سمارت إلى القول: "إن النظام القضائي العراقي المتهالك غير قادر ببساطة على كفالة إجراء محاكمات نزيهة في القضايا الجنائية العادية، فما بالك بالنسبة للقضايا التي يعاقب عليها بالإعدام، مع ما ينجم عن ذلك، على ما نخشى، من إزهاق لأرواح الأشخاص الذين يدانون إثر محاكمات جائرة."إن العراق ما زال مبتلى بمستويات عالية من العنف السياسي، إلا أن عقوبة الإعدام ليست هي الرد، وقد تكون، نظراً لآثارها الوحشية، سبباً في تفاقم الأوضاع. وينبغي على الحكومة العراقية إصدار أوامرها على الفور بوقف هذه الإعدامات تمهيداً لفرض حظر على أية إعدامات جديدة".ودعت منظمة العفو الدولية السلطات العراقية إلى أن تنشر على الملأ جميع المعلومات المتعلقة بالأشخاص المئة والثمانية والعشرين، بما في ذلك أسماؤهم وتفاصيل التهم الموجهة إليهم وتواريخ اعتقالهم ومحاكماتهم واستئنافاتهم والأماكن التي يعتقلون فيها في الوقت الراهن.

كردستان العراق : الامن مقابل التعذيب

كردستان العراق: الأمن مقابل التعذيب
منظمة العفو الدولية تتهم القوى الامنية في الاقليم العراقي 'الآمن' بممارسة التعذيب والاعتقالات العشوائية واخفاء الاشخاص.
ميدل ايست اونلاينلندن - دعت منظمة العفو الدولية الثلاثاء حكومة كردستان العراق الى ضبط قواتها الامنية التي توجه اليها تهمة القيام بممارسة التعذيب والاعتقالات العشوائية واختفاء اشخاص.
وكشف مالكولم سمارت مدير برنامج منظمة العفو للشرق الاوسط وشمال افريقيا، ان كردستان العراق كانت نسبيا "بمنأى عن اراقة الدماء واعمال العنف" التي لا تزال تعصف ببقية انحاء البلاد، وان الحكومة الكردية "احرزت بعض التقدم المهم" في مجال حقوق الانسان.
واضاف سمارت في بيان "لكن مشاكل حقيقية -اعتقالات عشوائية وتعذيب والتعرض للصحافيين وحرية التعبير والعنف ضد النساء- ما زالت مستمرة وعلى الحكومة (الكردية) الاسراع في مواجهتها".
وفي تقرير عن هذه المنطقة في شمال العراق، استند الى تحقيقات اجريت في 2008، تحدثت منظمة العفو عن اعتقالات عشوائية قامت بها قوات الامن الكردية العراقية، وعن عمليات تعذيب واختفاء.
وذكرت المنظمة التي تتخذ من لندن مقرا، ان مئات المعتقلين الذين سجنوا بلا تهم طوال سنوات، قد افرج الان عنهم، لكن قوات الامن ما زالت قوية جدا.
واعلن سمارت ان على الحكومة الكردية "اتخاذ تدابير ملموسة للسيطرة على هذه القوات وجعلها تتحمل كامل المسؤولية امام القانون، اذا ما ارادت ان يصبح التقدم الاخير في مجال حقوق الانسان امرا ملموسا".
وكشف تقرير منظمة العفو ايضا عن مشكلة اعمال العنف ضد النساء، واورد حالات عدد كبير من النساء اللواتي قتلهن رجال من اقاربهن، وعمليات انتحار ناجمة عن اعمال عنف وتهديدات.
وخلص سمارت الى القول "من الضروري ان يكون واضحا ان القائمين بمثل هذه الجرائم لا يمكن ان يفلتوا من العدالة".

معاناة معتقل عراقي في سجون الاحتلال ... الحيوانات أفضل حال منا

معاناة معتقل عراقي في سجون الاحتلال ... الحيوانات أفضل حال منا
أوردت صحيفة ذي تايمز البريطانية جانبا من معاناة أحد المعتقلين العراقيين على أيدي قوات الاحتلال الأميركية.
وقالت إن "رجلا في الأربعين من عمره، أخفى اسمه، قضى 18 شهرا في معتقلي كروبر وبوكا وكان قد قبض عليه في أيلول 2006 إثر هجوم على نقطة تفتيش جنوب بغداد. وأصر الرجل على أنه لم يكن له علاقة بالهجوم".وقال "لم أدخل مخفر شرطة من قبل. أنا صاحب دكان وأعيش مع زوجتي وأطفالي الستة. وهذه التجربة كانت شاقة جدا علي فقد شعرت وكأني في عالم آخر وكأن الزمن توقف ولم أعد أعرف كيف أفكر أو ماذا أفعل؟".وقالت الصحيفة إن الرجل قضى أسبوعين في معتقل كروبر حيث أُعطي له رقم حجز وفحص طبي قبل إرساله إلى بوكا.وقال الرجل أيضا "الذهاب لمعتقل بوكا كان قصة رعب تصلح لفيلم. وأعتقد أنهم (الجيش الأميركي) يعاملون الحيوانات أفضل منا عندما تم نقلنا بالطائرات. فقد كانت الطائرة مكتظة بالمحتجزين كقطيع الماشية. وكنا نحو ثلاثمائة وكانوا يصرخون في وجوهنا طول الوقت".وأشارت الصحيفة إلى أنه عند وصول المحتجزين إلى مطار البصرة تم شحنهم في حافلات إلى بوكا. وهناك تم تسجيل كل شخص وأعطي له زي برتقالي وملابس داخلية وسجادة صلاة وبطانية.وقال الرجل إن "الحراس كانوا يفتشون الزنازين في منتصف الليل وكانوا يأتون بكلابهم ويسحبوننا من أسرتنا ويكبلوننا ويتركوننا في العراء. وكان علينا أن نتجنب النظر إليهم مباشرة حتى لا نتعرض للمساءلة".وأضاف "كنا نشغل أنفسنا بقراءة القرآن ومؤخرا سمحوا لعائلاتنا بإحضار كتب لنا. وكنا في حالة من الغم بسبب جهلنا بمدة بقائنا رهن الاعتقال. وكانت التهمة الموجهة إلينا مهاجمة القوات العراقية والأميركية وإرهاب المواطنين والقتل والاختطاف، تهما يمكن أن تجعلنا نقضي 400 سنة في السجن".وقال أيضا "كانت إحدى اللحظات السعيدة عندما أتى أخي لزيارتي وأحضر معه أصغر أبنائي. والمرة الثانية عندما ركبت ما يسمونه "الحافلة السعيدة" لإطلاق سراحي والعودة إلى داري.وكنا عندما نبلغ بأننا سنركب الحافلة السعيدة، كان هذا معناه أن الأمور ستكون على ما يرام. رسالتي إلى جيش الاحتلال الأميركي هي "إذا كنتم تنادون بالديمقراطية وحقوق الإنسان، فينبغي أن تطبقوهما أيضا".يقين .نت

الخميس، 16 أبريل 2009

دراسة دولية : فرق الموت أعدمت العدد الاكبر من المدنيين في العراق

دراسة دولية: فرق الموت أعدمت العدد الاكبر من المدنيين في العراق

بغداد 16 ابريل نيسان (رويترز) - قالت دراسة إن عمليات الإعدام التي قام بها المسلحون وفرق الموت مثلت أكبر عدد للقتلى بين المدنيين العراقيين خلال خمس سنوات من الحرب في حين أن منفذي العمليات الانتحارية سببوا سقوط عدد من القتلى يقارب ضحايا القصف الجوي.
وأظهرت الدراسة التي أجرتها كينجز كوليدج اند رويال هولواي التابعة لجامعة لندن ومنظمة (إيراكي بادي كاونت) أن 60481 مدنيا قتلوا بين 20 مارس اذار 2003 و19 مارس اذار 2008 وأن 33 في المئة خطفوا وأعدموا.
ومن بين الذين أعدموا وجدت الدراسة أن 29 في المئة منهم كانوا يحملون علامات تعذيب مثل الرضوض واستخدام آلات ثاقبة وحروق.
وكانت أكثر أشكال الهجمات تسببا في سقوط ضحايا من المدنيين القصف الجوي الذي كانت تقوم به القوات الأمريكية بشكل أساسي واستخدام أسلحة من على الأرض إلى جانب القصف الجوي اللذان تسببا معا في مقتل 17 مدنيا في كل هجوم في المتوسط.
ولكن التفجيرات الانتحارية التي نفذتها جماعات طائفية أو مسلحين لم تقل فتكا فكانت تسفر عن سقوط 16 قتيلا في كل هجوم.
وجاء في التقرير "الانتحاري الذي يسير على قدميه يشبه السلاح الدقيق.. فهو يشبه القنبلة الذكية قرب الهدف الذي ينجم أسلوبه في قتل الكثير من المدنيين في وقت واحد إما نتيجة عدم الاكتراث بالمدنيين عند استهداف القوى المعادية أو نتيجة استهداف المدنيين مباشرة."
وأضاف "عندما تستهدف قوى مقاتلة المدنيين عن عمد فإنها ترتكب جريمة حرب."
وبعد حوادث الإعدام مثلت المعارك التي تندلع بالأسلحة النارية وإطلاق الرصاص بشكل عشوائي 20 في المئة من القتلى من المدنيين والتفجيرات الانتحارية 14 في المئة.
واستندت الدراسة التي نشرت في العدد الصادر يوم 16 ابريل نيسان من دورية نيو انجلاند الطبية إلى قاعدة بيانات عن القتلى المدنيين في العراق التي تحتفظ بها إيراكي بادي كاونت وهي منظمة لا تهدف الى الربح.
وتحتوي قاعدة البيانات على بيانات عن 99774 قتيلا من المدنيين سقطوا بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في مارس اذار عام 2003 للإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وتقول المنظمة إن ارقامها تقدم تقديرا بخسا للعدد الحقيقي من الضحايا.
واستبعدت الدراسة ضحايا الموجات الممتدة من العنف مثل حصار القوات الأمريكية مناطق يسيطر عليها المسلحون لفترات طويلة وأن القتلى الذين راحوا ضحية سلاح لم يتضح بالتحديد نوعه لم يتم توثيق عددهم بشكل يتسم بالمصداقية.
وسبب الغزو الأمريكي تزايد عدد المسلحين بشكل كبير وموجة من اراقة الدماء بين الأقلية من السنة والأغلبية من الشيعة.
كما قتل أكثر من أربعة آلاف جندي أمريكي.
وقال واضعو التقرير إن النتائج المتعلقة بالقصف الجوي والعدد الكبير من القتلى من المدنيين الذي تسبب فيه في كل هجوم أظهر ضرورة عدم اللجوء إليه في المناطق المدنية للالتزام بالقوانين الدولية.

وزيرة حقوق الإنسان : آخر إحصائية لعدد المعتقلين في سجون الاحتلال والحكومة هو 41 ألفا سجينا

وجدان ميخائيل : واحد وأربعون ألف موقوف في المعتقلات الأمريكية والعراقية
بغداد ــ : أعلنت وزيرة حقوق الانسان في الحكومة العراقية وجدان ميخائيل الاربعاء عن وجود اكثر من 41 الف مدان وموقوف، في المعتقلات الامريكية والعراقية في البلاد. وقالت الوزيرة خلال مؤتمر صحافي ان "اعداد المعتقلين وفقا لاخر احصائية وردتنا هي 200،41 مدان وموقوف في سجون القوات الامريكية والعراقية". واوضحت "هناك حوالي 15 الف معتقل في سجون تديرها القوات الامريكية ونحو 26 الفا و200 اخرين في سجون السلطات العراقية". وتابعت "بين المعتقلين 17 الفا وخمسمائة 782 منهم احداث، في سجون تابعة لوزارة العدل". واشارت الي وجود 422 امراة معتقلة في السجون العراقية فقط، وعدم وجود اي معتقلة في السجون الامريكية. وتشير احصائيات سابقة الي وجود حوالي 15 الف و800 اسير حاليا في معتقلين تابعين للقوات الامريكية هما معسكر فيكتوري قرب مطار بغداد، وبوكا قرب البصرة في الجنوب. ومن المفترض اطلاق سراحهم او تسليمهم الي السلطات العراقية، وفقا للاتفاقية الموقعة في تشرين الثاني الماضي، بين بغداد وواشنطن.
الزمان