افلام تظهر تورط عناصر بالشرطة في عمليات اغتصاب وحقوقيون ونواب يحذرون من اساءة استخدام سلطاتها
25/04/2009لندن - 'القدس العربي': يتحدث ناشطو حقوق الانسان في العراق عن الانتهاكات التي تقوم بها القوات الامنية من تعذيب واغتصاب، وتشير صحيفة 'التايمز' الى فيلم قصير شاهده مراسلها في الفلوجة عن فتاة اجبرت على تناول مادة مخدرة وكانت في حالة من الغثيان وتصرخ وتستنجد بأمها وهي تحاول يائسة منع رجل يلبس قميصا ابيض وشورتاً قصيراً من نزع لباسها الداخلي، وتفشل في كل المحاولات. وعندها يأمر الرجل مصورا بالتقاط المشهد على هاتفه النقال من اكثر من نقطة والمشهد المشار اليه هو: اغتصاب.وتنقل الصحيفة عن عمدة مدينة الفلوجة السابق جاسم البيداوي الذي تحول الى ناشط في مجال حقوق الانسان قوله انه تعرف على الفاعل وهو رجل شرطة، كما ان المصور هو من عناصر الشرطة. ويقول ان عم الفاعل هو من كبار رجال الشرطة ولا احد يستطيع الوصول اليه. ويقول ان العملية تمت اثناء قيام المرأة بزيارة زوجها المعتقل في مركز اعتقال في الرمادي حيث تم تخدير المرأة.ويمثل الحادث وحوادث اخرى الانتهاكات التي تمارسها السلطات الامنية التي منحت سلطات عالية في محاولة من الحكومة لوقف العمليات الانتحارية ومنع االبلاد من الانحدار نحو هاوية الحرب الاهلية. وتنقل الصحيفة عن ناشطين في حقوق الانسان ومسؤولين امريكيين ونواب قولهم ان الامن والشرطة في العراق تحولا الى جماعة فوق القانون، حيث يثيرون اعجاب الناس بهم عندما يتم تصويرهم وهم يكافحون الارهاب ولكنهم يزرعون الخوف في نفوس الناس بسبب ما يقومون به من انتهاك لسلطاتهم. ويعتقد ان عدد القوات الامنية الذي يصل للمليون ينتشر الفساد فيها لحد الداء المعدي.ومن الخدع المعروفة والمستخدمة داخل صفوف الامن اعتقال بريء ثم التفاوض مع اهله على دفع رشوة تصل لآلاف الدولارات كي يتم اطلاق سراحه. وتشير الى ابو عالية (35 عاما) الذي اعتقل مع 15 شخصا العام الماضي في واحد من منتزهات بغداد، حيث كانوا يتنزهون اثناء عطلة عيد العمال، عندما جاءت فرقة من الشرطة وقيدتهم واخذت بضربهم مطالبة اياهم بالتعرف على اي وجه في قائمة مطلوبين من عناصر ميليشيات شيعية. لكن الشرطة احتجزتهم لفشلهم في تحديد اسم واحد وضربوا بأسلاك كهربائية لاجبارهم على الاعتراف انهم من اعضاء الميليشيات. وبعد ثلاثة اشهر في الحجز قيل لهم انهم يحتاجون لمحامين ولخوفهم من عدم حصول هذا وافقوا على دفع ثلاثة الاف دولار عن كل واحد منهم وهو مبلغ كبير لعمال مثلهم لا يتجاوز دخلهم اليومي عشرة دولارات.وعندما سأل القاضي عن سبب الاعتقال لم تكن هناك اجابة واضحة فرفض القضية. وتنقل عن ابو عالية قوله ان القوات الامنية هي خارج السيطرة لان اي شخص يتشاكل مع رجل امن او جندي فسيعتقل وعائلته، مؤكدا ان هذا الوضع يحدث في كل مكان ووقت. ويقول شخص اخر اسمه محمد انه قضى عاما ونصف العام في معتقل في بغداد حيث كان المحققون يجرون كل يوم محتجزين يضربونهم ويعيدونهم قبل الفجر منهكين وغائبين عن الوعي تقريبا لينتظروا المساء في زنازين مكتظة حيث يعاد الاحتفال بهم بالضرب والتعذيب.وفقد محمد احد اسنانه بعد تعليقه واجباره على البصم على ورقة لم يكن قادرا على قراءتها بسبب تغطية عينيه وبعدها وافقت عائلته على دفع 800 دولار حيث اطلق سراحه. ونقل عن مسؤول في وزارة حقوق الانسان قوله ان هناك العديد من الحالات التي تصل للوزارة عن اساءة استخدام السلطة خاصة من عناصر الامن وفي مراكز الحجز المؤقت. وهناك العديد من النسوة يقلن انهن تعرضن للاغتصاب والضرب. وفي كل الحالات فان اي فتاة تتعرض للاغتصاب تقوم عائلتها بقتلها بعد اطلاق سراحها لمحو عار العائلة وهو ما حل بالمرأة التي اغتصبت في سجن الرمادي.ويعتقد ان الفاعل الذي صور جريمة الاغتصاب صورها حتى يشتري صمت الضحية ويقال انه اعتقل لفترة واطلق سراحه بطريقة مجهولة قبل ان يهرب لسورية. ونقل عن ممثلة في البرلمان وعضو في لجنة النزاهة انها التقت طالبا تعرض للاعتقال واضطر للاعتراف بالانتماء الى جماعة ارهابية بعد تهديده باغتصابه. وقالت ان الكثيرين قالوا لها انهم اغتصبوا فعلا في مراكز الامن العراقية المتعددة. وحذرت من ان الاعتقال العشوائي عامل مهم في زيادة العنف. وتقول ان من يعتقلون بهذه الطريقة يختارون طريق الارهاب لان الامن اجبرهم عليه.وترى نائبة في البرلمان وعضو في لجنة المشردين ان الولايات المتحدة ومعها الحكومة العراقية اللتين كانتا تواجهان خطر الهزيمة امام الجماعات المسلحة قامتا بتجنيد اعداد من عناصر الامن بطريقة متسرعة وضُمت لقوى الامن اعداد لم يتلقوا تعليما او يعرفون عن القيم الاخلاقية. وتقول ان الحكومة تحاول قلع شجرة الفساد من القوى الامنية الا انها تخشى من تأثير هذا على الاوضاع الامنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق