لندن ـ 'القدس العربي': ذكر حراس امريكيون في سجن ابو غريب الرهيب، ان المذكرات الداخلية التي افرجت عنها وزارة العدل الشهر الماضي تظهر انهم استخدموا كبش فداء من المسؤولين الكبار في الجيش والاستخبارات العسكرية।وكان السجن مسرحا لعمليات انتهاك فظيعة.ومن المتوقع ان تفرج الادارة الامريكية عن صور جديدة عن فضائح التعذيب نهاية الشهر الحالي.وبدأت الصور عن الحراس الذين التقطوا صورا للمعتقلين العراقيين في اوضاع مشينة وعري واوضاع جنسية وكلاب تشم اجسادهم، مقيدين بأبواب الزنازين وعلى رؤوسهم ملابس داخلية للنساء وكذلك حراس يبتسمون امام الكاميرا على الرغم من المشهد المثير للقشعريرة وظهوره على السطح في عام 2004، فقد نسبت القيادة الامريكية العسكرية الامر الى ما قالت عنها 'تفاحات متعفنة'.اما الان فالجندي الخاص تشارلس اي غرينر الذي كان من ضمن الذين ظهرت صورهم في دراما تعذيب العراقيين وصور على انه قائد فرقة التعذيب والانتهاكات يرى في الكشف عن المذكرات التي اظهرت ان الطبقة العليا من الادارة الامريكية كانت وراء اصدار الاوامر لاستخدام التعذيب ونقل تجربة معتقل غوانتانامو الى سجن ابو غريب، سببا واضحا في ان ادارة الرئيس الامريكي السابق استخدمت الجنود الصغار ككبش فداء لتبرير سياسات كانت قد صدرت من المستويات العليا.كما انهم يقولون ان رفض الحكومة في حينه الاعتراف بالسياسات القاسية هذه كان وراء ضعف فرق الدفاع الذين دافعت عنهم عندما قدموا للمحاكمة. ونقلت صحيفة 'واشنطن بوست' عن محامي غرينر الذي يقبع وراء القضبان في سجن فورت ليفين ورث، كنساس وقد قضى نصف محكوميته، التي هي عشرة اعوام انه سيقوم باعداد مسودة استئناف نيابة عن موكله. ويبني المحامي استئنافه على الكشف عن المذكرات السرية والتحقيق الذي اعدته لجنة في الكونغرس حول الممارسات.ونقلت الصحيفة عن غرينر الذي اجاب على اسئلة الصحيفة من خلال زوجته قائلا ان الرئيس بوش 'عبر عن خيبة امله مما حدث، ومع ذلك كان يعرف كل الوقت بما كان يحدث'. وما زال غرينر الوحيد من بين عدد من الجنود الذين حوكموا بانتهاكات التعذيب وراء القضبان. وكان غرينر قد ظهر في صورة مع متهمة اخرى وهي ليندي انكلاند وهما يمسكان سجينا عراقيا عاريا بسوط، قد رفض طلبهما من قبل قاض عسكري عندما طلبا حضور مسؤولين امريكيين الشهادة في محاكمتهما التي تمت فيما بين 2004 ـ 2005، لان الادارة في حينه رفضت الاعتراف باي دور لها في الانتهاكات التي شاهدها كل العالم.وتشير الصحيفة الى ان بعض ممارسات التعذيب مثل دفع السجناء للحائط تذكر بالممارسات التي اقرت في المذكرات السرية الاربع التي افرجت عنها وزارة العدل الامريكية. واطلق على هذا الاسلوب 'الحيطية' الذي سمح لمحققي الاستخبارات الامريكية 'سي اي ايه' بدفع المعتقل تجاه حائط مرن يطلق صوتا صاخبا حالة تدحرج المعتقل امامه. لكن صور ابو غريب اظهرت اساليب اخرى مثل اللكم والسحق او الدق التي لا علاقة لها بالاساليب التي ناقشها المسؤولون الامريكيون في المذكرات. كما ان هناك اساليب اخرى اخترعها الحرس مثل اجبار السجين على الاستمناء امامهم او الطلب من السجناء تشكيل هرم من الاجساد العارية.وقال تشارلس غيتنس، وهو محام من فرجينيا انه يفور غضبا منذ ان قرأ المذكرات. وقال انه لم يصدق قيام الحرس باختراع هذه الاساليب مثل وضع السجناء في اوضاع غير مريحة وضربهم بالسياط وتخويفهم بالكلاب، ولكن المذكرات اكدت شكوكه.وقال المحامي انه عندما تم فضح القصة بحث المسؤولون عن غطاء للفضيحة ووجدوها في 'التفاحات المتعفنة التي كان يقودها تشارلس غرينر'.ويأمل المحامي اقناع محكمة الاستئناف التابعة للقوات المسلحة بأن المسؤولين الكبار قاموا بطريقة غير مناسبة بالتأثير على المحكمة لحجب معلومات عن الدفاع.وقام مسؤولون في الدفاع والعدل بالمصادقة على استخدام الكلاب والتعرية والاوضاع غير المناسبة والحرمان من النوم لدفع المعتقلين على الاعتراف. ونفذت الاساليب في معتقل غوانتانامو ومعتقلات الاستخبارات الامريكية السرية وتم تطبيقها في وقت لاحق على المعتقلين لدى القوات الامريكية في العراق وافغانستان.وحملت الاساليب مسؤولة امنية معها من غوانتامامو للعراق، كما ان ضباطا كبارا في العراق صادقوا على استخدامها. وتعتبر هذه الاساليب محرمة حسب قوانين الجيش الا انها استخدمت عام 2003 وتم حذفها من دليل التحقيقات المستخدم في الجيش.ومن بين الذين اندهشوا مما ورد في المذكرات مسؤولة سجن ابو غريب والسجون الامريكية الاخرى في العراق جانيس كابرينسكي التي عزلت من عملها بعد الفضيحة وقالت انها صعقت وانها كانت تشعر بحس من الخيانة، وقالت ان الصور اخافت ادارة بوش ولهذا بحثت عن كبش فداء. ولا يعرف ان كانت هذه المذكرات ستساعد الجنود المحاكمين بعلاقتهم بالفضيحة وان كانت ستعيد لهم الشرف العسكري الذي فقدوه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق