في مثل هذا الوقت من كل عام تُصدر وزارة الخارجية الاميركية تقريرها السنوي عن حقوق الانسان في مئة وسبعة وتسعين دولة ومنطقة في انحاء العالم . ونوهت الوزارة في تقريرها حول وضع حقوق الانسان في العراق بالتحسن الأمني الكبير الذي تحقق في عام 2009 وتراجع اعمال العنف الى ادنى مستوياتها منذ عام 2004 رغم استمرار الهجمات التي تستهدف المدنيين وافراد الجيش والشرطة. ولكن التقرير سجل ايضا ما سماه مشاكل كبيرة في مجال حقوق الانسان ، وخاصة ارتكابات الجماعات الطائفية والاجرامية والمتطرفة ، واستمرار ممارسات مثل التعذيب والاختفاءات وعدم محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات ، وتردي ظروف التوقيف قبل المحاكمة واوضاع السجون ، وحرمان المتهمين من محاكمات علنية عادلة والاعتقالات الاعتباطية ، وغياب المؤسسات القضائية الناضجة وانتهاك حرمة البيوت ، وفرض قيود على حرية التعبير والصحافة والتجمع والتنظيم وحرية الأديان بسبب الطائفية وتهديدات الجماعات المتطرفة واعمال العنف ، والأعداد الكبيرة من اللاجئين داخل وطنهم ، وغياب الشفافية ، وتفشي الفساد ، والتمييز ضد المرأة والأقليات العرقية والدينية ، من بين خروقات أخرى. اذاعة عراقية رئيس منظمة حقوق الانسان في العراق حسن شعبان الذي اتفق مع ما جاء في تقرير وزارة الخارجية الاميركية عموما وقال ان العراق ما زال يحبو في مجال حقوق الانسان. وشدد شعبان بصفة خاصة على ما يتعرض اليه المشتبه بهم خلال فترة التوقيف بما في ذلك التعذيب رغم القوانين التي تحرِّمه. ولفت رئيس منظمة حقوق الانسان في العراق حسن شعبان الى التحدي المتمثل في هذا المجال بضعف ثقافة حقوق الانسان عموما في المجتمع العراقي وان هذا يصح على المثقف كما يصح على المواطن البسيط. ودعا رئيس منظمة حقوق الانسان في العراق حسن شعبان الى حل وزارة حقوق الانسان قائلا انها جهة رسمية تشكلت على اساس المحاصصة الطائفية. ولكن مستشار وزارة حقوق الانسان حمزة كامل أشار الى ان الوزارة تقوم بدور مهم معددا ما انجزته في مجال اختصاصها ، بما في ذلك الدفاع عن المرأة وضمان حقوق الأسرى والمفقودين في الحروب السابقة واكتشاف المقابر الجماعية وزيارة السجون والمعتقلات في كل الظروف مؤكدا ان عمل الوزارة اسهم في الحد من الانتهاكات. قال تقرير وزارة الخارجية الاميركية حول حقوق الانسان في العراق ان أداء الحكومة لم يكن بمستوى توفير الحماية التي ينص عليها القانون لمواطنيها رغم ما تحقق في مجال المصالحة وتخفيف الاحتقانات في محافظات عديدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق