وزارة الخارجية الامريكية وزارة التعذيب
محمد فاضل
كانت احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 دافعا لكل هذه الغيوم السوداء التي اجترحتها الادارة الامريكية وسيرتها لتصب جام غضبها على المسلمين وبالتالي اعلان الحرب على الــــــــعراق وافغانستان الاولى بحجة تصنيعها لاسلحة الدمار الشامل والثانية لتصفية قواعد طالبان والقاعدة وكان لوزارة الخارجية الامريكية الدور الفاعل في تأجيج هذه الحرب الا ان دورها لم ينـــــــحصر دبلوماسيا فقط فقد توسع ليشمل حمل الهراوة الثقيلة وتعذيب المعتقلين وهذا ما لم تعهده أي وزارة خارجية في العالم । صحيفة (كوميرسنت) الروسية أكدت ان وزيرة الخارجية الامريكية السابقة كونداليزارايس هي التي اعطت الموافقة على تعذيب المعتقلين فقد كشفت هذه المعلومات لجنة مجلس الشوخ التي تتولى التحقيق في قضية استخدام التعذيب ضد المعتقلين حيث تبين ان الانسة رايس اعطت الضوء الاخضر لـــــمدير المخابرات المركزية (جورج تينت) لاستخدام ما أسمتها بالاساليب البديلة اثنـــــــــــاء الاستجواب بما في ذالك الايهام بالغرق وحدث ذالك لاول مرة عام 2002 عندما كانت رايس تشغل منصب مستشارة الرئيس الامريكي لشؤون الامن القومي وبعد هذه الموافقة أصدرت وزارة العدل تعميما داخليا يسمح باستخدام هذه الاساليب في التحقيق وتفيد معلومات اللجنة البرلمانية المذكورة بأن وكالة المخابرات المركزية استخدمت هذه الطريقة من التعذيب في التحقيق مع المــــــــــعتقل الباكستاني (ابو زبيدة) المشتبه بانتمائه للقاعدة واخضعته لهذا الاجراء ثلاثة وثمانين مرة عام 2002 لكنها لم تحصل منه على أية معلومات مفيدة । وتمضي الصحيفة بالقول : وعلى الرغم من ذالك يصر ممثلوا الادارة الامريكية السابقة على أن اساليب التحقيق البديلة اثبتت نجاحها حيث يزعمون انه تم بفضلها انتزاع اعترافات قيمة مــــــــن المعتقلين وتلفت الصحيفة في الختام الى أن رايس كانت قد أكدت خلال جلسة الاستماع مع اعضاء لجنة الـــــدفاع أن لا علاقة لها بأي تعذيب مورس ضد المعتقلين في سجون وكالة المـــــخابرات المركزية سواء اكان ذالك في العراق أو افغانستان أو غوانتنــــامو الا ان كل ذالك لاينزع عنها مشاركتها حتى ولو كانت اشاراتها بقمع الارهاب التي أرسلتها والتي تعني ضمنيا قمع الـــــسجناء والاسرى عندمــــا كانت تتحدث بعصبية وتعالي بسحق الارهاب أبنما يكون وكأن سجناء ابوغريب أوبوكا أومن كان في اقفاص غوانتنامو وافغانستان كلهم ارهابيون। من جانب اخر كشف الميجور الامريكي (ماليو اليكساندر ) الذي حقق مع اكثر من 300 سجين في العراق في كتاب له بعنوان (كيف نحطم الارهاب) ان التعذيب الذي شهدته سجون العـــراق خلال الاحتلال الامريكي تسبب في مقتل أناس اكثر مما تسببت به هحمات 11 سبتمبر 2001 ونقلت صـــــــــــحيفة (الاندبندنت أون صنداي ) البريطانية عن اليكساندر القول :ان السبب الذي دفـــــــــع المقاتلين الاجانب لللانضمام الى القاعدة يتمثل في المعاملة المهيــــــنة التي تعرض لها السجناء في غوانتنامو وابوغريب وليس الايدلوجيا الاسلامية واضاف قائلا:التعذيب له فعالية الا انه يؤدي الى اثار سلبية ايضـــا।ان الاشخاص سيدلون بأقل القليل لغرض ايقاف الالم الذي يتعرضون له وان الاشخاص الذين يتعرضون للتعذيب قد يدلون بمعلومات مضللة.واليكساندر هذا هو الذي حصل على المعلومات التي قادت الى مهاجمة وقتل زعيم القاعدة في العراق ابو مصعب الزرقاوي في عام 2007 . تتزامن الحقائق التي كشفها اليكساندر مع اعلان اتحاد الحريات المدنية الامريكية ان وزارة الدفاع الامريكية تعتزم نشر عدد كبير من الصور تفضح الاساءات والتجاوزات التي قام بها جنــــود امريكيون بحق معتقلين في سجون العراق وافغانستان ومن شأن الصور ان تكون دليلا مرئيا على ان اساءة الجنود الامريكيين للسجناء والمعتقلين لم تكن مجرد عمل منعزل بل أمرا واســــعا الانتشار تعدى حدود جدران سجن ابو غريب وهو ما سيحمل صناع القرار مسؤولية الترخيص والسماح بحدوث مثل هذه التجاوزات. وكشفت صحيفة (التايمز)البريطانية في 25 من الشهر الماضي أن الرئيس الامريكي باراك اوباما سيواجه ضغوطا متزايدة لمحاكمة مسؤولي ادارة الرئيس السابق بوش وذالك بعد موافقته على نشر اكثر من الفي صورة للانتهاكات التي تعرض لها السجناء في سجن ابو غريب والسجون الامريكية في افغانستان ومعسكر غوانتناموا واضافت الصحيفة ان الصور ستقدم ادلة دامغة على أن ما تعرض السجناء من سوء معاملة اكثر مما تم الاعلان عنه سابقا عن الممارسات التي جرت في سجن ابو غريب. يذكر انه بعد نحو عام من الغزو الامريكي للعراق وتحديدا في عام 2004 تفجرت فضيحة معتقل ابوغريب بعد الكشف عن قيام ضباط امريكيين كانوا يتولون الاشراف على ادارة السجن بانتهاكات واسعة ضد عشرات السجناء شملت وضعهم عراة بعضهم فوق بعض وتهديدهم باستخدام الكلاب وتعريضهم للصعق بالكهرباء وغيرها من الاساليب الشوفينية التي كانت تنتقدها امريــــكا قبل ان تزاولها فعلا.ونتيجة للانتقادات الواسعة التي وجهت لواشنطن حينها صدرت احكام بالسجن على 11 جنديا امريكيا وصلت مدة بعضها الى عشر سنوات كما اعلنت ادارة بوش بعد ذالك عن اغـــلاق سجن ابو غريب والذي اعادته الحكومة العراقية بعد أن أدخلت عليه تحسينات مهمة .وطيلة هذه السنوات الست من عمر الاحتلال ومع الاشارات الصادرة من الادارة الامريكية الحالية بانــسحاب القوات الامريكية واخلاء العديد من سجونها أو تسليمها الى الحكومة العراقية نتـــيجة لابرام الاتفاقية الامنية الا اننا نلاحظ ان الاستفزازات الامريكية هي هي لم تتغير واخرها حادث قتل امرأة مع طفلها في محافظة الكوت كتحد سافر لهذه الاتفاقية بعد أن أقر الجانب الامريكي بالتزامه بها وعدم دخول أي محافظة الا بعد التنسيق مع المسؤولين العراقيين الا ان روح الاحتلال باقية مما يستدعي مراحعة شاملة لها وأظن ان الايام القادمة ستكون اصعب لان رحيل أي قطعة عسكرية محتلة ستخلف ورائها دمارا وليس حدائق مزروعة॥ احمد فاضل
كانت احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 دافعا لكل هذه الغيوم السوداء التي اجترحتها الادارة الامريكية وسيرتها لتصب جام غضبها على المسلمين وبالتالي اعلان الحرب على الــــــــعراق وافغانستان الاولى بحجة تصنيعها لاسلحة الدمار الشامل والثانية لتصفية قواعد طالبان والقاعدة وكان لوزارة الخارجية الامريكية الدور الفاعل في تأجيج هذه الحرب الا ان دورها لم ينـــــــحصر دبلوماسيا فقط فقد توسع ليشمل حمل الهراوة الثقيلة وتعذيب المعتقلين وهذا ما لم تعهده أي وزارة خارجية في العالم । صحيفة (كوميرسنت) الروسية أكدت ان وزيرة الخارجية الامريكية السابقة كونداليزارايس هي التي اعطت الموافقة على تعذيب المعتقلين فقد كشفت هذه المعلومات لجنة مجلس الشوخ التي تتولى التحقيق في قضية استخدام التعذيب ضد المعتقلين حيث تبين ان الانسة رايس اعطت الضوء الاخضر لـــــمدير المخابرات المركزية (جورج تينت) لاستخدام ما أسمتها بالاساليب البديلة اثنـــــــــــاء الاستجواب بما في ذالك الايهام بالغرق وحدث ذالك لاول مرة عام 2002 عندما كانت رايس تشغل منصب مستشارة الرئيس الامريكي لشؤون الامن القومي وبعد هذه الموافقة أصدرت وزارة العدل تعميما داخليا يسمح باستخدام هذه الاساليب في التحقيق وتفيد معلومات اللجنة البرلمانية المذكورة بأن وكالة المخابرات المركزية استخدمت هذه الطريقة من التعذيب في التحقيق مع المــــــــــعتقل الباكستاني (ابو زبيدة) المشتبه بانتمائه للقاعدة واخضعته لهذا الاجراء ثلاثة وثمانين مرة عام 2002 لكنها لم تحصل منه على أية معلومات مفيدة । وتمضي الصحيفة بالقول : وعلى الرغم من ذالك يصر ممثلوا الادارة الامريكية السابقة على أن اساليب التحقيق البديلة اثبتت نجاحها حيث يزعمون انه تم بفضلها انتزاع اعترافات قيمة مــــــــن المعتقلين وتلفت الصحيفة في الختام الى أن رايس كانت قد أكدت خلال جلسة الاستماع مع اعضاء لجنة الـــــدفاع أن لا علاقة لها بأي تعذيب مورس ضد المعتقلين في سجون وكالة المـــــخابرات المركزية سواء اكان ذالك في العراق أو افغانستان أو غوانتنــــامو الا ان كل ذالك لاينزع عنها مشاركتها حتى ولو كانت اشاراتها بقمع الارهاب التي أرسلتها والتي تعني ضمنيا قمع الـــــسجناء والاسرى عندمــــا كانت تتحدث بعصبية وتعالي بسحق الارهاب أبنما يكون وكأن سجناء ابوغريب أوبوكا أومن كان في اقفاص غوانتنامو وافغانستان كلهم ارهابيون। من جانب اخر كشف الميجور الامريكي (ماليو اليكساندر ) الذي حقق مع اكثر من 300 سجين في العراق في كتاب له بعنوان (كيف نحطم الارهاب) ان التعذيب الذي شهدته سجون العـــراق خلال الاحتلال الامريكي تسبب في مقتل أناس اكثر مما تسببت به هحمات 11 سبتمبر 2001 ونقلت صـــــــــــحيفة (الاندبندنت أون صنداي ) البريطانية عن اليكساندر القول :ان السبب الذي دفـــــــــع المقاتلين الاجانب لللانضمام الى القاعدة يتمثل في المعاملة المهيــــــنة التي تعرض لها السجناء في غوانتنامو وابوغريب وليس الايدلوجيا الاسلامية واضاف قائلا:التعذيب له فعالية الا انه يؤدي الى اثار سلبية ايضـــا।ان الاشخاص سيدلون بأقل القليل لغرض ايقاف الالم الذي يتعرضون له وان الاشخاص الذين يتعرضون للتعذيب قد يدلون بمعلومات مضللة.واليكساندر هذا هو الذي حصل على المعلومات التي قادت الى مهاجمة وقتل زعيم القاعدة في العراق ابو مصعب الزرقاوي في عام 2007 . تتزامن الحقائق التي كشفها اليكساندر مع اعلان اتحاد الحريات المدنية الامريكية ان وزارة الدفاع الامريكية تعتزم نشر عدد كبير من الصور تفضح الاساءات والتجاوزات التي قام بها جنــــود امريكيون بحق معتقلين في سجون العراق وافغانستان ومن شأن الصور ان تكون دليلا مرئيا على ان اساءة الجنود الامريكيين للسجناء والمعتقلين لم تكن مجرد عمل منعزل بل أمرا واســــعا الانتشار تعدى حدود جدران سجن ابو غريب وهو ما سيحمل صناع القرار مسؤولية الترخيص والسماح بحدوث مثل هذه التجاوزات. وكشفت صحيفة (التايمز)البريطانية في 25 من الشهر الماضي أن الرئيس الامريكي باراك اوباما سيواجه ضغوطا متزايدة لمحاكمة مسؤولي ادارة الرئيس السابق بوش وذالك بعد موافقته على نشر اكثر من الفي صورة للانتهاكات التي تعرض لها السجناء في سجن ابو غريب والسجون الامريكية في افغانستان ومعسكر غوانتناموا واضافت الصحيفة ان الصور ستقدم ادلة دامغة على أن ما تعرض السجناء من سوء معاملة اكثر مما تم الاعلان عنه سابقا عن الممارسات التي جرت في سجن ابو غريب. يذكر انه بعد نحو عام من الغزو الامريكي للعراق وتحديدا في عام 2004 تفجرت فضيحة معتقل ابوغريب بعد الكشف عن قيام ضباط امريكيين كانوا يتولون الاشراف على ادارة السجن بانتهاكات واسعة ضد عشرات السجناء شملت وضعهم عراة بعضهم فوق بعض وتهديدهم باستخدام الكلاب وتعريضهم للصعق بالكهرباء وغيرها من الاساليب الشوفينية التي كانت تنتقدها امريــــكا قبل ان تزاولها فعلا.ونتيجة للانتقادات الواسعة التي وجهت لواشنطن حينها صدرت احكام بالسجن على 11 جنديا امريكيا وصلت مدة بعضها الى عشر سنوات كما اعلنت ادارة بوش بعد ذالك عن اغـــلاق سجن ابو غريب والذي اعادته الحكومة العراقية بعد أن أدخلت عليه تحسينات مهمة .وطيلة هذه السنوات الست من عمر الاحتلال ومع الاشارات الصادرة من الادارة الامريكية الحالية بانــسحاب القوات الامريكية واخلاء العديد من سجونها أو تسليمها الى الحكومة العراقية نتـــيجة لابرام الاتفاقية الامنية الا اننا نلاحظ ان الاستفزازات الامريكية هي هي لم تتغير واخرها حادث قتل امرأة مع طفلها في محافظة الكوت كتحد سافر لهذه الاتفاقية بعد أن أقر الجانب الامريكي بالتزامه بها وعدم دخول أي محافظة الا بعد التنسيق مع المسؤولين العراقيين الا ان روح الاحتلال باقية مما يستدعي مراحعة شاملة لها وأظن ان الايام القادمة ستكون اصعب لان رحيل أي قطعة عسكرية محتلة ستخلف ورائها دمارا وليس حدائق مزروعة॥ احمد فاضل