ذكرت صحيفة "اندبندنت" أن ضابطاً سابقاً برتبة عقيد في الجيش البريطاني تجاوز الأعراف العسكرية، وخرج عن سلسلة القيادة لتقديم شكوى بشأن اساءة معاملة السجناء العراقيين، بعدما هاله مظهرهم حين غُطيت رؤوسهم بأكياس بلاستيكية، وأُجبروا على الركوع تحت الشمس الحارقة في أعقاب غزو العراق عام 2003. وقالت الصحيفة في عددها الصادر أمس الجمعة إن العقيد السابق، الذي تقاعد عن الخدمة الآن ويُعرف برمز (إس 009) لأسباب أمنية، تولى قيادة فوج فرسان الحرس الملكي اثناء غزو العراق في العام 2003، أبلغ إلى تحقيق عام أنه شاهد 20 سجيناً عراقياً تحت حراسة جنود بريطانيين في وضعية الركوع على الأرض، تحت الشمس وغطيت رؤوسهم بأكياس الرمل البلاستيكية وأيديهم مقيدة وراء ظهورهم. وأضافت أن الضابط البريطاني السابق تجاوز سلسلة القيادة العسكرية لتنبيه مقر قيادة الجيش البريطاني، في المملكة المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر عن المعاملة التي وصفها بالمرفوضة أخلاقياً وغير المشروعة للسجناء العراقيين. ونسبت الصحيفة إلى (إس 009) قوله "إن مستشاراً سياسياً بارزاً زار معسكر القوات البريطانية في جنوب العراق والذي تم فيه اساءة معاملة السجناء العراقيين، فصدرت أوامر بعدها للقوات البريطانية في العراق بالتوقف عن تغطية رؤوس ووجوه المحتجزين بالأكياس البلاستيكية. وأشارت الصحيفة إلى أن التحقيق العام بشأن وفاة الشاب العراقي بهاء موسى جراء تعرضه للتعذيب اثناء احتجازه لدى القوات البريطانية في البصرة، أُبلغ بأن القوات البريطانية في العراق استمرت في استخدام تغطية رؤوس السجناء العراقيين وغيرها من الأساليب المحظورة. وكان الشاب العراقي موسى يعمل موظف استقبال في فندق "ابن الهيثم" في مدينة البصرة حين داهمه جنود بريطانيون واعتقلوه، وتوفي اثناء احتجازه في 15 أيلول (سبتمبر) 2003 بعدما عانى من 93 جرحاً في مختلف أنحاء جسده.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق