لندن ـ 'القدس العربي': في تغطيتها لتقارير ويكيليكس التي كشفت عن فظائع التعذيب والقتل العشوائي الذي تورطت فيه كل الاطراف في العراق، الامريكيون والعراقيون والبريطانيون، تابعت صحيفة 'الغارديان' تواطؤ القوات الامريكية مع اجهزة الامن العراقية خاصة فرقة الذئاب، ونقلت عن سجين اسمه عمر سليمان شهاب وصف ما حدث له على ايدي عناصر هذه المجموعة في يوم 22 حزيران (يونيو) 2005 حيث قال انه كان مع اخوته الثلاثة في بيتهم فوق محل لبيع الايس كريم وهم نائمون حيث ايقظهم الجنود. وجاء عناصر الميليشيا بدعم من القوات الامريكية. وقالوا انه واخوته الثلاثة مطلوبون وقدموا لهم وثائق القاء القبض عليهم. فيما قام الجنود الامريكيون بالتقاط صورهم، وبعدها تم نقلهم الى مركز الفرقة السابعة في الجيش العراقي. وبقي الاخوة الثلاثة في مركز الفرقة ليوم ثم نقلوا الى سجن التسفيرات في بغداد. ويقول شهاب انه تم تعذيبهم طوال الوقت ولم يتم التحقيق معهم ابدا. ويقول السجين ان قائد الفرقة ابو الوليد كان احد الذين قاموا بتعذيبهم. ومع ان احد اشقائه كان يعاني من مشاكل في الكلى الا انهم استمروا بتعذيبه دون ان يقدموا له دواءه. ومات بعد شهر من التعذيب وجاء في تقرير الوفاة انه نتج عن 'فشل في الكلى' على الرغم من اثار التعذيب التي غطت كل جسده.وبعد وفاة الاخ تم الافراج عنه وعن اخيه الاخر. وبعد شهر من الافراج عنهما علما ان شخصا اخر كان معهما في السجن اسمه خالد حسين قد مات.وتقول الصحيفة ان الموت والتعذيب كانا علامة فارقة في ممارسات الفرقة المكونة من عناصر شيعية وكانت مهمتها الاساسية مواجهة المسلحين السنة. ومع تدهور الوضع الامني فقد اصبحت الفرقة تعمل بشكل قريب مع القوات الامريكية، خاصة في العاصمة بغداد والموصل. وفي بداية عام 2005 اجتاحوا الموصل بدعم من القوات الامريكية، وحسب موظف في فندق الماس، وهو معتز علي صالح، فقد داهم عناصر الفرقة باقنعتهم السوداء الفندق، وقاموا باعتقال كل موظفي الفندق، ويقول معتز انه مع عناصر الفرقة كان ضابط ايراني اسمه علي. وتفاخر عناصر الفرقة بالقول انهم ليسوا من الشرطة ولكن من فرقة الذئاب. وقالوا انهم جاءوا من بغداد لاعتقالنا بسبب دعمنا لصدام حسين، ولهذا السبب نستحق الاعدام.ويقول معتز ان احد عناصر الفرقة هدد باغتصاب زوجته حيث قام بتمزيق ثوبها فيما قتل اربعة من زملائه امام عينيه. ويقول معتز انهم استخدموا المسبار وثقبوا خروقا في قدمه. ثم نقلوه ووضعوه مع 1500 معتقل في داخل غرفة ارضية داخل مركز الشرطة. وبقيت الوحدة في الموصل مدة خمسة اشهر، وبقي معتز في السجن مدة 8 اشهر. ويقول ان لديه وثائق تثبت ما عملوه معه وهوياتهم. وقال ان 12 عائلة اشتكت ضد الجنرال الذي قادهم واسمه خالد ولكنهم 'كانوا الحكومة ولا احد يستطيع عمل اي شيء ضدهم'. وكانت فرقة الذئاب قد شكلت عام 2004 وجاء كل عناصرها من مدينة الصدر. وبلغ تعداد افرادها بحلول عام 2005 حوالي الفي عنصر، حيث كانوا يرتعون ويمرحون في البلد بدون خوف من عقاب وبدعم من السلطات الجديدة. وكانت الفرقة تابعة لاوامر وزير الداخلية ابراهيم الجعفري، الذي اصبح رئيس وزراء انتقاليا عام 2005. ويقول شهاب ان الامريكيين وقفوا يتفرجون على ممارسات عناصر الوحدة ولم يفعلوا شيئا وانهم كانوا جزءا من التعذيب.
البريطانيون كانوا يعرفون
وفي وثائق اخرى كشفت الصحيفة ان القوات البريطانية كانت واعية لانتهاكات السجون والتعذيب في البصرة وانها لم تكن مرتاحة لها. وقالت ان وثائق حصلت عليها وصحيفة دنماركية تشير الى وفاة عراقي اسمه عباس علاوي بعد اعتقاله من قوة مشتركة بريطانية ـ دنماركية في 10 نيسان (ابريل) 2005. وبحسب التقارير الميدانية فقد تم اعتقال علاوي واخرين وسلموا الى شرطة مدينة البصرة. وبحسب تقرير صحافي فعلاوي كان رجل عصابات ومهرب وقود وشخصاً مرهوب الجانب. وحسب محام دنماركي فقد اكد ان علاوي تم قتله من قبل شرطة البصرة. فقد تم التحفظ على علاوي في سجن سري وغير قانوني لمدة ثلاثة ايام عندما تسلم اقاربه جثته المغطاة بدمه، وحسب التشريح فقد تبين ان علاوي مات متأثرا من الضرب والتعذيب.
ردود الافعال في العراق وامريكا
وفي ملاحقتها لردود الفعل نقلت ردود الافعال العراقية حيث اشارت الى ما اوردته شبكة الانباء العراقية التي طالبت نوري المالكي الذي تشير الوثائق انه استهدف من خلال وحدات تابعة لاوامره قادة واعيان من السنة. وعبرت عن استغرابها من تحول من جاءوا للاطاحة بالنظام الديكتاتوري ولكنهم قاموا بممارسات اسوأ من ممارسات صدام. وقالت الشبكة ان المالكي يجب ان يترك الساحة السياسية كليا والاعتذار لكل شخص تسبب في ايذائه. وقالت 'الغارديان' ان الكشف ادى الى اسبوع صعب للمالكي حيث حاول مؤيدوه الدفاع عنه وتصوير الامر على انه عملية مدروسة لحرمانه من تشكيل الحكومة. ولاحظت الصحيفة ان الصحف الامريكية في ردها على الكشف حول 400 الف تقرير حاولت التقليل من دور القوات الامريكية في التعذيب وكذب المسؤولين الامريكيين عن فشل المهمة الحربية في العراق. وفي الوقت الذي نشرت فيه 'نيويورك تايمز' تفاصيل عن التعذيب الذي قامت به القوات الامنية العراقية الا انها ركزت تحديدا دور المتعهدين الامنيين. فيما اكدت صحف اخرى منها 'واشنطن بوست' على ان ويكيليكس تؤكد ما سبق وقالته امريكا عن الدور الايراني في العراق.
بعض آراء الخبراء
وعن اثر الوثائق على العراقيين وغيرهم، نقلت الصحيفة اراء باحثين منهم المؤرخ توبي دودج الذي قال انها لم تنجح في احداث غضبة بين العراقيين لانهم يعيشون هذه الاوضاع التي تتحدث عنها منذ سبع سنوات. ولكنه قال انها اصبحت مادة جيدة للمماحكة بين السياسيين الذين فشلوا في تشكيل حكومة منذ انتخابات 7 اذار (مارس) منذ ثمانية اشهراما فيليب ساندس من كلية لندن الجامعية والباحث في القانون الدولي فقد قال انها ليست مثيرة للاستغراب من ناحية المحتوى لكن المهم هو انها تقارير مكتوبة من الميدان. وقد تكون التقارير مهمة من ناحية قانونية في حالة اشارتها لحوادث تعذيب وانتهاكات، كما انها تؤكد ما سبق وقيل عن ممارسات الساسة الامريكيين وقراراتهم ويظل اثرها مدمرا.ويخالف انتوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية الرأي حيث يقول ان رمي مثل هذه الوثائق بدون سياق لم تؤد الا للغضب ولن تترك اي اثر لانها تقارير كتبها جنود ومحققون لا يعرفون المكان وتاريخ وطبيعة الصراع، ولا يعتقد ان الامريكيين يهتمون بها او بما احتوت. ويرى كين غود من معهد التقدم الامريكي ان المثير للاستغراب هو الرد الامريكي الرسمي الصامت عليها، ويقول انها قدمت معلومات وتفاصيل حول الحرب لكن لم تقدم قنبلة قوية الصدى كافية لتحويل طبيعة النقاش السياسي في واشنطن.
البريطانيون كانوا يعرفون
وفي وثائق اخرى كشفت الصحيفة ان القوات البريطانية كانت واعية لانتهاكات السجون والتعذيب في البصرة وانها لم تكن مرتاحة لها. وقالت ان وثائق حصلت عليها وصحيفة دنماركية تشير الى وفاة عراقي اسمه عباس علاوي بعد اعتقاله من قوة مشتركة بريطانية ـ دنماركية في 10 نيسان (ابريل) 2005. وبحسب التقارير الميدانية فقد تم اعتقال علاوي واخرين وسلموا الى شرطة مدينة البصرة. وبحسب تقرير صحافي فعلاوي كان رجل عصابات ومهرب وقود وشخصاً مرهوب الجانب. وحسب محام دنماركي فقد اكد ان علاوي تم قتله من قبل شرطة البصرة. فقد تم التحفظ على علاوي في سجن سري وغير قانوني لمدة ثلاثة ايام عندما تسلم اقاربه جثته المغطاة بدمه، وحسب التشريح فقد تبين ان علاوي مات متأثرا من الضرب والتعذيب.
ردود الافعال في العراق وامريكا
وفي ملاحقتها لردود الفعل نقلت ردود الافعال العراقية حيث اشارت الى ما اوردته شبكة الانباء العراقية التي طالبت نوري المالكي الذي تشير الوثائق انه استهدف من خلال وحدات تابعة لاوامره قادة واعيان من السنة. وعبرت عن استغرابها من تحول من جاءوا للاطاحة بالنظام الديكتاتوري ولكنهم قاموا بممارسات اسوأ من ممارسات صدام. وقالت الشبكة ان المالكي يجب ان يترك الساحة السياسية كليا والاعتذار لكل شخص تسبب في ايذائه. وقالت 'الغارديان' ان الكشف ادى الى اسبوع صعب للمالكي حيث حاول مؤيدوه الدفاع عنه وتصوير الامر على انه عملية مدروسة لحرمانه من تشكيل الحكومة. ولاحظت الصحيفة ان الصحف الامريكية في ردها على الكشف حول 400 الف تقرير حاولت التقليل من دور القوات الامريكية في التعذيب وكذب المسؤولين الامريكيين عن فشل المهمة الحربية في العراق. وفي الوقت الذي نشرت فيه 'نيويورك تايمز' تفاصيل عن التعذيب الذي قامت به القوات الامنية العراقية الا انها ركزت تحديدا دور المتعهدين الامنيين. فيما اكدت صحف اخرى منها 'واشنطن بوست' على ان ويكيليكس تؤكد ما سبق وقالته امريكا عن الدور الايراني في العراق.
بعض آراء الخبراء
وعن اثر الوثائق على العراقيين وغيرهم، نقلت الصحيفة اراء باحثين منهم المؤرخ توبي دودج الذي قال انها لم تنجح في احداث غضبة بين العراقيين لانهم يعيشون هذه الاوضاع التي تتحدث عنها منذ سبع سنوات. ولكنه قال انها اصبحت مادة جيدة للمماحكة بين السياسيين الذين فشلوا في تشكيل حكومة منذ انتخابات 7 اذار (مارس) منذ ثمانية اشهراما فيليب ساندس من كلية لندن الجامعية والباحث في القانون الدولي فقد قال انها ليست مثيرة للاستغراب من ناحية المحتوى لكن المهم هو انها تقارير مكتوبة من الميدان. وقد تكون التقارير مهمة من ناحية قانونية في حالة اشارتها لحوادث تعذيب وانتهاكات، كما انها تؤكد ما سبق وقيل عن ممارسات الساسة الامريكيين وقراراتهم ويظل اثرها مدمرا.ويخالف انتوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية الرأي حيث يقول ان رمي مثل هذه الوثائق بدون سياق لم تؤد الا للغضب ولن تترك اي اثر لانها تقارير كتبها جنود ومحققون لا يعرفون المكان وتاريخ وطبيعة الصراع، ولا يعتقد ان الامريكيين يهتمون بها او بما احتوت. ويرى كين غود من معهد التقدم الامريكي ان المثير للاستغراب هو الرد الامريكي الرسمي الصامت عليها، ويقول انها قدمت معلومات وتفاصيل حول الحرب لكن لم تقدم قنبلة قوية الصدى كافية لتحويل طبيعة النقاش السياسي في واشنطن.