الثلاثاء، 2 يونيو 2009

جنرال أمريكي يواجه اسئلة بخصوص انتهاكات وتعذيب للسجناء في العراق

واشنطن (رويترز) - قالت جماعات لحقوق الانسان ان مرشح الرئيس الامريكي باراك أوباما لقيادة القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان يجب أن يواجه تساؤلات بشأن اساءة معاملة السجناء في العراق في الجلسة التي يعقدها الكونجرس لاقرار ترشيحه.
وأمضى اللفتنانت جنرال ستانلي مكريستال الذي يمثل أمام أعضاء مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء الاشهر العشرة الماضية في وظيفة ادارية بوزارة الدفاع ولكنه رأس قيادة العمليات الخاصة المشتركة من 2003 الى 2008.
وجاء في تقرير لنيويورك تايمز عام 2006 استند الى وثائق ومقابلات مع أكثر من عشرة أشخاص انه خلال تلك الفترة أقرت القوات التي عملت في القيادة بارتكاب انتهاكات بما في ذلك ضرب المحتجزين بطرف البندقية ومحاكاة الاغراق واستخدامهم في التدريب على الرماية في لعبة يجري فيها التصويب بطلقات من الالوان.
كما أصدرت منظمة مراقبة حقوق الانسان (هيومان رايتس ووتش) والاتحاد الامريكي للحريات المدنية تقارير موثقة عن اساءة قوات العمليات الخاصة معاملة المحتجزين في العراق.
وقال امريت سينغ وهو محام في الاتحاد الامريكي للحريات المدنية "نتمنى أن يركز الاستجواب على مسؤولية القيادة عن هذا التعذيب والانتهاكات وأيضا على التستر على هذا التعذيب وتلك الانتهاكات."
وفي تعديل مفاجيء في الشهر الماضي عزل وزير الدفاع روبرت جيتس الجنرال ديفيد مكيرنان من قيادة قوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان واختار مكريستال مكانه قائلا ان الوقت قد حان " لتفكير جديد".
وأشاد مسؤولو وزارة الدفاع بمكريستال باعتباره قائدا نشطا ومبدعا ولم يبد أعضاء لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الذين سيحضرون جلسة يوم الثلاثاء أي مخاوف.
وتردد أنهم اطلعوا على تقارير عن اساءة معاملة السجناء قبل تأكيد ترشيح مكريستال في العام الماضي لوظيفته الحالية كمدير للاركان المشتركة في وزارة الدفاع.
لكن اللجنة لم تعقد أي جلسة علنية للتصديق على الترشيح في ذلك الوقت ولم يتحدث مكريستال أبدا علانية بشأن اساءة القوات تحت قيادته معاملة المحتجزين.
وقالت تارا اندرينجا المتحدثة باسم اللجنة ان اللجنة عقدت "جلسة تنفيذية" مع مكريستال بشأن ترشيحه للوظيفة الحالية قبل أن تقرر تأييد تعيينه.
وأضافت في رسالة بالبريد الالكتروني "تعقد الجلسات التنفيذية عندما تكون هناك مسائل يعتقد الاعضاء أنه لابد من مناقشتها سرا مع المرشح. عادة ما تتضمن معلومات سرية."
ويقول الجيش الامريكي ان سياسته هي معاملة المحتجزين بشكل انساني وان القوات التي لا تتبع هذه السياسة يوقع عليها الجزاء.
وتتركز الكثير من تقارير الانتهاكات حول كامب ناما القاعدة الامريكية الواقعة قرب مطار بغداد حيث تدير قوات العمليات الخاصة مركزا للتحقيق والاحتجاز.
وفي تقرير لهيومان رايتس ووتش في 2006 نقل عن محقق عسكري أمريكي قوله انه رأى مكريستال يزور المركز "عدة مرات".
وقال أيضا المحقق الذي منحه التقرير اسما مستعارا وهو جيف ان الكولونيل المسؤول عن المركز قال له انه يعلم "بشكل مباشر من الجنرال مكريستال ووزارة الدفاع" أنه لن يسمح للصليب الاحمر بتفقد المركز.
وقال جيف للمنظمة ان بعض المحققين يضربون ويركلون المحتجزين ويحرمونهم من النوم ويخلعون عنهم بعض ملابسهم ويعرضونهم لموسيقى صاخبة وأضواء باهرة.
وقال أيضا ان أحد المحتجزين ويعتقد أنه مقرب الى زعيم كبير لاحد المقاتلين تم تجريده تماما من ملابسه ووضع في الطين وتم سكب عليه ماء شديد البرودة في ليلة باردة.
وأضاف أن المحتجز بعد ذلك أخرج من الطين ووضع قرب مكيف للهواء
ونقل تقرير هيومان رايتس ووتش عن المحقق قوله "كان الطقس باردا للغاية لحد التجمد وتمت اعادته مرة أخرى للطين وسكب عليه الماء...حدث هذا طوال الليل. الجميع يعلمون هذا الامر."
وقال مارك جارلاسكو وهو محلل في هيومان رايتس ووتش شارك في اعداد التقرير انه في حين أن زيارات مكريستال الى كامب ناما كانت تربطه "بمكان الجريمة" فليس من الواضح ما اذا كان قد أقر أيا من الانتهاكات أو كيف كان رد فعله تجاهها.
ومضى جارلاسكو يقول "لا نعلم أي مستوى من الدور الذي قام به.. اذا كان له دور أصلا...أسئلة من هذا النوع يجب أن تطرح في جلسة تأكيد ترشيحه."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق