لندن 'القدس العربي': تواجه الحكومة العراقية التي يترأسها نوري المالكي اتهامات بممارسة التعذيب بعد الكشف عن وفاة عراقي في مركز اعتقال تديره القوات العراقية. وجاءت وفاة العراقي بعد تعرضه للضرب والصدمات الكهربائية والحرق بالسجائر.وتشير صحيفة 'التايمز' التي كشفت عن الموضوع الى ان الاتهامات الجديدة تلقي ظلالا من الشك على التصريحات الصادرة من كل واشنطن ولندن حول قدرة الحكومة العراقية على ضبط ممارسات جنودها واحترام حقوق الانسان.وفي حالة اخرى يقوم مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) بالنظر في اتهامات تقول ان واحدا من افراده شارك في عملية تعذيب متهم بقضايا ارهاب في بغداد وذلك نقلا عن مستشار امريكي سابق لوزارة الدفاع العراقية. وبحسب توماس كروز، الذي عمل مستشارا لمكتب حقوق الانسان بوزارة الدفاع فان قوات التحالف التي كانت تقودها الولايات المتحدة اغمضت عينها على عمليات تعذيب وانتهاكات قامت بها القوات العراقية منها عملية قتل عدنان عواد محمد الجميلي.وقال كروز انه ناقش الموضوع مع مبعوثة غوردون براون، رئيس الوزراء البريطاني لحقوق الانسان في بغداد، اثناء زيارتها هذا العام. وتم ابلاغ السفارة البريطانية في بغداد التي طرحت الموضوع مع المسؤولين العراقيين ولم تتم ادانة احد في القضية. ونقلت 'التايمز' عن كروز الذي غادر العراق في حزيران (يونيو) الماضي ان التعذيب هو جزء مهم من المجتمع العراقي. وعمل كروز مدة عامين ونصف العام مع وزارة الدفاع العراقية كمستشار، وضمن برنامج تدريب ادارته القوات الامريكية.ونقلت عنه قوله ان الغالبية من المحققين والجنود يرون انه 'من المقبول تعذيب المعتقلين، واذا كانت لديك ثقافة تحترم التعذيب فمن الصعوبة بمكان زرع احترام حقوق الانسان وحكم القانون'.وقال المستشار الامريكي 'نحن الامريكيين وقوات التحالف نذهب الى هناك ونقول: نريد تعليم العراقيين احترام القانون، وعليه فان ما نقوله ليس نفاقا فقط ولكنه مثير للسخرية وجود جهات تسمح لقتلة المعتقلين بالمشي بحرية وبحصانة من الإدانة'. وتقول الصحيفة انها شاهدت صورا التقطت في شهر كانون الثاني (يناير) تظهر عددا من المعتقلين حشدوا في مركز اعتقال، شمال العراق، وتظهر علامات التعذيب على ظهورهم واذرعتهم ويظهر المعتقلون في اوضاع غير مريحة.وتحدث كروز عن معتقل لم يسمه قال ان عضوه الخاص (ذكره) قد قطع وقام بالعملية مسؤول كبير في وزارة الدفاع العراقية وان التحقيق في القضية تم اغلاقه بطريقة مفاجئة. ولكن القضية المثيرة للجدل والاسوأ التي واجهته تلك المتعلقة بقتل الجميلي الذي اعتقل في عملية مداهمة امريكية في ايار (مايو) عام 2007 في منطقة ابو غريب. واتهم الجميلي بالقيام بنشاطات ارهابية لكن اعتقاله تم بدون تقديم قرار رسمي وتم نقله الى مركز اعتقال يديره الجيش العراقي للتحقيق معه.وبعد اسبوعين من التحقيق معه زاره فريق من المستشارين العسكريين الامريكيين ووجدوا اثار تعذيب خطيرة عليه وامروا بنقله الى مركز طبي تابع للجيش حيث فحص ولم يتم تشخيص اية اعراض مرضية خطيرة عليه ولهذا اعيد مرة اخرى للمركز العراقي.ولكن الجميلي فارق الحياة في اليوم التالي من نقله للقاعدة التي يقع فيها مركز الاعتقال. واظهر تشريح للجثة ان الجميلي مات بسبب نزيف داخلي جاء نتيجة لرضوض في جسمه. وتظهر صور الجثة آثار تعذيب واضحة وانه تعرض للحرق باعقاب السجائر على ظهره. وتحت ضغط من كروز فتحت وزارة الدفاع ملف تحقيق بمقتل الجميلي لكن التحقيق لم يلق الاهتمام الكافي وظل يراوح مكانه ووضعت امامه الكثير من العوائق فقد تم انتظار 6 اشهر كي يسمح للمحققين في القضية دخول الغرفة التي عذب فيها.ويقول كروز انه عثر في الغرفة على قطع خشبية وقطع كهربائية، كما تم العثور على آثار الدم المتناثر على الجدران. مما يشير الى ان حادث تعذيب وقتل الجميلي لم يكن معزولا.وتم اعتقال عقيد في الجيش اشتبه بعلاقته بالامر العام الماضي بعد ان طلب كروز مساعدة من مكتب 'اف بي آي' ببغداد. ولكن العقيد تم الافراج عنه بعد ثلاثة اشهر لعدم وجود ادلة كافية حسب القاضي الذي وقع امر اطلاق سراحه. ويعلق كروز ان الحالة تعتبر مثالا واضحا عندما يفشل العراقيون في الامتثال للقانون، واعتبر كروز ان القضية صورة عن فساد النظام القضائي العراقي. وعلى الرغم من محاولات الضغط على المسؤولين البريطانيين والعراقيين فانه لم يتم الكشف او مواصلة التحقيق في قضية الجميلي وقضايا انتهاكات اخرى.كما قدم العام الماضي شكوى عن قيام احد عملاء 'اف بي آي' العام الماضي بالتحكم بمعتقل كي يعذبه محقق عراقي ولم يتخذ المشرف على العميل اية اجراءات. وبعد تردد فتح 'اف بي آي' تحقيقا بالقضية. وبحسب متحدث باسم الحكومة العراقية فوضع التعذيب تحسن عن عهد صدام وان لجنة تم تشكيلها للنظر في الانتهاكات. وعلى الرغم من هذا فان مكتب حقوق الانسان التابع لوزارة الدفاع وجد الف معتقل في ثلاثة مراكز في محافظة نينوى منهم 550 صدرت اوامر لاطلاق سراحهم. واطلعت الصحيفة على صور تظهر الكيفية التي تم حشد المعتقلين في المراكز في اوضاع غير صحية.هددوا باعتقال اختي وزوجتي واغتصابهماونشرت 'التايمز' شهادة معتقل قال فيها ان عملية التعذيب بدأت عندما جرد من ملابسه بينما كانت يداه مقيدتين فيما قام المحققون بوضع سلسلة على القيد وسحبوه.وقال انه كان واقفا وظهره مربوط بخطاف. وبالخطاف رفعوه حتى اصبح واقفا على اطراف اصابعه وتركوه بهذا الوضع مدة 6 ساعات. وعند عودتهم سألوه ان كان مستعدا للاعتراف ولم يكن لديه ما يعترف به. ويقول ان كبير المحققين اجبره على شرب ما يعتقد انه كمية كبيرة من الماء ـ تقريبا خمس ليترات حسب المعتقل. ثم قام المحقق بربط عضوه الخاص بشريط بلاستيكي وتركه مربوطا مدة 18 ساعة.ولم يستجب احد لصراخه المتكرر حيث كانت الحاجة لقضاء الحاجة ماسة. واشار الى ممارسات اخرى مثل دلق الماء عليه وصعقه بالكهرباء. ويقول ان معظم التعذيب كان يتم عندما تفرغ المكاتب من العاملين فيها. وقال ان المحققين هددوه بجلب ابنته واخته وتجريدهما من الملابس امامه واغتصابهما. وعلى الرغم من التعذيب الذي تعرض له يرى انه محظوظ لان هناك سجناء فقدوا عيونهم واطرافهم بسبب التعذيب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق