السبت، 18 فبراير 2012

السجون مرآة المجتمع

تقرير يوهان فان در تول– إذاعة هولندا العالمية / تجدها في آسيا وأفريقيا والولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية. إنها السجون المكتظة وغير الآمنة. هذا الأسبوع لقي 350 سجينا حتفهم في حريق اندلع بسجن مزدحم في الهندوراس. هنالك قواعد ومتطلبات دولية يتوجب توفرها في السجون، وغالبا ما تحاول السلطات ضمان ظروف جيدة داخل السجن. لكن تحسين الظروف في السجون يجب ان يسير يدا بيد مع النهوض بالمجتمع ككل.
هنالك ثلاثة عوامل رئيسية تساهم مجتمعة في إيجاد ظروف معيشية سيئة في الكثير من السجون وفقا لما يراه البروفسور أندرو كويل. هذه العوامل هي: الاكتظاظ، المرافق السيئة وغير الآمنة، والموظفون غير المدربين بشكل جيد. "هذا هو السيناريو الاعتيادي أينما نظرت حول العالم، وفي أمريكا الوسطى واللاتينية يضاف لهذه العوامل العنف والعصابات" كما يقول كويل الذي يعمل لصالح المركز الدولي لدراسات السجون في لندن (ICPS).

تدّعي الحكومات أنها تريد ضمان أوضاع جيدة في السجون حسبما تقول، لكنها عمليا لا تنفذ ما تعد به. حتى الدول الأوربية لا تطبق القواعد "لدينا في أوربا لجنة منع التعذيب التابعة لمجلس أوربا. تزور اللجنة الدول الأعضاء الـ 47 في اللجنة. وخلال الزيارة التفقدية وجدت اللجنة أن القواعد لا تطبق بشكل صحيح حتى هولندا وبريطانيا"
السجون والمجتمع

يقدم المركز الذي يعمل كويل لصالحه نصائح للسلطات حول العالم لتحسين الظروف المعيشية للمعتقلين. في عدد من بلدان أمريكا الوسطى، الصين والجزائر "ترغب السلطات بتحسين الأوضاع. لكن ليس بإمكانك إصلاح السجون في فراغ معزول عن المجتمع. يجب أن تبحث في النظام القانوني كله، وحتى في المجتمع ككل. نصف السجناء في الهندوراس مثلا هم من المعتقلين قيد التحقيق وهذا يعني أن هنالك خللا في النظام القضائي الذي تسبب بدوره في اكتظاظ السجون."
أضف إلى ذلك، يقول كويل، أن العنف يسود المجتمع في الهندوراس البلد الذي يعاني من أعلى معدلات الجريمة في المنطقة بأكملها. وهذا بدوره يُترجم مرة أخرى إلى أعمال عنف جديدة داخل السجون.
راحة في الزنزانة

يقدم القس بيتر ميدلكوب الإرشاد الروحي للسجناء الهولنديين في الخارج. ويؤيد القس فكرة أن السجن مرآه للمجتمع الذي يتواجد فيه. إذا كانت الظروف المعيشية في السجن أفضل منها في المجتمع، ربما يدفع هذا البعض اختيار حياة وراء القضبان، يقول القس ويوضح: "إذا كانت هنالك فوارق كبيرة بين الأغنياء والفقراء، وإذا كان الناس خارج السجن يكافحون من أجل البقاء، فإن الأوضاع داخل السجن لن تكون أفضل بكثير منها خارجه. ولنفترض أن هنالك رعاية صحية، وطعاما، وظروفا معيشية جيدة داخل السجن، فما المانع أن تدخل السجن؟ بالطبع ستفقد حريتك، وهذا أمر فظيع لكن إذا تعلق الأمر بالحياة أو الموت... سوف تختار السجن إذا كانت الظروف أفضل بكثير من خارجه".
سيبيريا

غالبا ما يُطرح على البرفسور كويل السؤال التالي: ما هو أسوء سجن في العالم؟ لا يريد كويل الإجابة ويكتفي بسرد قصة على سجين روسي سابق قبع في سجن غولاغ، أحد أسوء سجون للأعمال الشاقة في سيبيريا الاتحاد السوفيتي سابقا. زار هذا السجين السابق ذات يوم أحد السجون الأمريكية ووصف الأوضاع هناك باللاإنسانية لأن المعتقلين كانوا يمضون معظم اليوم في زنزاناتهم. "السجن يعكس ثقافة المجتمع" يقول كويل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق